السياسة الأمريكية بين الثابت والمتغير..

الجماهير / المحامي سمير نجيب

مع استلام جو بايدن الرئاسة الأمريكية والانتهاء من تشكيل طاقم إدارته بدأ البعض يتنبأ عن شكل السياسة للإدارة الجديدة اتجاه عدد من القضايا والملفات بالمنطقة منها القضية الفلسطينية والملف النووي الإيراني والوضع في سوريه وغيرها من الملفات فهناك من يعتقد أنه سيحدث تغير ما بالمواقف الامريكية في هذه الملفات ، هنا قد نشاطر هؤلاء ونقول أنه يمكن أن يحدث هذا ولكن بالشكل فقط دون المساس بالجوهر اي انتقال السياسة الأمريكية من السياسة الخشنة التي تقوم على المجاهرة بالعداء وبالقوة العسكرية والمترافقة مع تصريحات استعلائية عدائية متجاهلة للقانون الدولي كما هو حال “إدارة ترامب” إلى اعتماد السياسة الناعمة المترافقة مع تصريحات هادئة ومتوازنة كرسائل اطمئنان للبعض بشكل أو بآخر دون المساس بالجوهر كما هو الحال مع تصريحات إدارة بايدن الجديدة بشأن القضية الفلسطينية حيث أوحت أنها ستعيد فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن وإعادة صرف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية والرغبة بإعادة المفاوضات الثنائية بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية تقوم على أساس حل الدولتين كما تزعم هذا بالشكل أما بالجوهر فلا نتأمل اي تغير جوهري بالسياسة الأمريكية اتجاه فلسطين فهي سياسة عداء منذ أن تأسس الكيان الصهيوني وتقوم على ضمان الأمن للكيان وتفوقه العسكري بالمنطقة ..
وهذا يسري أيضا على موقف الإدارة الجديدة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية فهو موقف عدائي دائم وما ايحاء الإدارة الجديدة بإعادة الالتزام بالاتفاق النووي الإيراني الا بعد أن صمدت إيران أمام غطرسة إدارة ترامب ..وهذا ينسحب أيضا على موقفها من الوضع في سوريه حيث نؤكد أنه لم يتم اي تغيير بالمواقف الامريكية اتجاه العداء لها إلا بعد أن ثبت فشل تحقيق أهداف عدوانها على الشعب السوري بفضل صمود هذا الشعب وبسالة الجيش وشجاعة وحكمة السيد الرئيس بشار الأسد ..فلا نعقد اي آمال على تغير جذري وجوهري بالسياسة الأمريكية التي خبرناها بحزبيها الجمهوري والديمقراطي ولا امل لنا الا بثبات موقفنا المقاوم والممانع وبمحور المقاومة وبالقلب منه سورية..
رقم العدد ١٦٣٠٩

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار