افتتاحية العدد / بقلم محمد حنورة
لا تزال صور الانتفاضة الفلسطينية 1987 عالقة بالذاكرة وأبرزها ثلاثة جنود من الاحتلال الإسرائيلي تهشم عظام طفل فلسطيني بالحجارة وما تزال صورة الأحذية تنهال فوق رأس شارون عند اقتحامه باحات المسجد الأقصى التي أطلقت الانتفاضة الثانية عام 2000 .
ثلاث وثلاثون عاماً على الانتفاضة الأولى ودمشق تزرع أسباب انتصارها بهدوء وصمت تحرث وتنثر البذار وتروي وتعتني بمحصولها وتحميه وتدافع عنه حتى يقوى ساقه وتنحني سنابله.
هو خط بياني واضح لا تشوبه شائبة ،فاليوم من كان طفلاً يقاوم الاحتلال بحجر أصبح اليوم مسؤولاً عن ” صلية صواريخ ” يسترضيه كيان الاحتلال ومن وراءه المطبعون العرب حتى لا يحول سماء المستوطنات لألعاب نارية وأن لا تصبح الملاجئ دار سكن المستوطنين .
وأصبح كيان الاحتلال يحسب ألف حساب قبل اطلاق رصاصة واحدة تجاه الأراضي اللبنانية بعد أن كان يستبيحها بدباباته وصواريخه وتفتك وتدمر وتشرد.
ثمن كبير دفعته دمشق طيلة السنوات الماضية وأصبح باهظاً خلال السنوات العشر الأخيرة في ظل حرب كونية شنت عليها من أجل اشعال نار وحرق المحصول السوري الذي كان السبب الأساسي في تحول حجارة فلسطين إلى صواريخ وكتيوشا جنوب لبنان إلى صواريخ دقيقة وبعيدة المدى تشمل ساحة فلسطين .
من المؤكد من قرأ الأسطر السابقة سيقول متى سترد دمشق على عدوان الكيان المحتل على أراضيها ، خاصة بعد أن وصلت الحرب الناعمة لذروتها خلال الأشهر الأربعة الأخيرة تسويقاً وتمريراً لاتفاقيات التطبيع مع كيان الاحتلال لغسل عقول الشعوب العربية ان العرب قد اندثروا وغابت شمسهم .
وأقول لهم قوة دمشق بتحديد زمن المعركة ومكانها وظروفها التي ستحقق أهدافها ومصالحها ، ولا تتعامل مع مبدأ الاستفزاز والتسرع الذي يسعى إليه كيان الاحتلال وداعميه للدخول في حرب وفق شروطه وظروفه .
رقم العدد 16309