الجماهير – رفعت الشبلي
كثيرة هي اللحظات التي تحتاج إلى توثيق .. لحظات تحمل في طياتها ذكريات.. ذكريات البطولة .. وما أكثرها عندما نتحدث عن الجيش العربي السوري حامي الأرض والعرض .
في مثل هذا اليوم التاسع من شباط العام الماضي تقدمت قوات الجيش العربي السوري كسيل جارف، بخطوات أسرع من الرصاص ، لتحرير الريف الجنوبي لمحافظة حلب مستعيدا مئات الكيلو مترات و داحرة الإرهاب عن تلك المنطقة من سورية الحبيبة .
ظلت قوى الشر المتمثلة بالإرهابيين محتلة الريف الجنوبي سبع سنوات ، دمروا خلالها محطات مياه الشرب، مراكز تحويل الكهرباء مع الاسلاك ، قطع الطرق وخطف الناس الأمنين بغية ابتزاز اهلهم لدفع الفدية المطلوبة ،ملاحقة الوطنيين وكل من لا يقبل أن يحمل السلاح معهم.
سبع سنين مرت وكأنها دهر على الوطنيين الشرفاء ، شاهدوا امام أعينهم كيف يقوم المحتلون الجدد بسرقة أنابيب الغاز والنفط التي تغذي حلب ، وكيف يسرق القمح ليباع للعدو التركي .. إلا أن الجيش العربي السوري قال كلمته اخيرا ، وعادت هذه المنطقة إلى حضن الوطن شامخة عزيزة .
ظهيرة ذلك اليوم كنت برفقة ابطال الجيش العربي السوري عندما حرروا الريف الجنوبي ، وظهرت العصابات الإرهابية المسلحة على حقيقتها، كيف اندحرت وكيف كانت توهم الناس أنهم قوة لا يمكن هزيمتها، حتى شاهدت بأم عيني كيف تركوا طعامهم و آلياتهم فارين إلى أحضان مشغلهم التركي الذي يقبع خلف الجدران .
في التاسع من شباط العام الماضي تحررت كل من قرية جزرايا، العثمانية الكبيرة ، زمار، حوير ، تلباجر ، مكحلة ، بانص ،العيس ، برقوم ،برنة ، كوسنيا، تلحديا ،الصهريج ، الشيخ احمد ، رسم العيس ، آباد و قسم من ريف إدلب الشرقي .
بعد مرور سنة و حتى الآن يمنع المحتل التركي مع عصاباته الإجرامية عودة المدنيين الذين فروا جراء المعارك ، وذلك لاستخدامهم ورقة ضغط على دمشق ، و دمشق التي تتقن فن الصبر ستقول كلمتها ، لتعلم العالم أن للصبر حدود .
رقم العدد ١٦٣١٢