الجماهير/ آلاء الشهابي
تواصل الأسواق السورية ارتفاعاتها غير المسبوق في جميع القطاعات؛ وعلى الرغم من بدء موسم التنزيلات مازالت الأسعار كاوية بالنسبة للمواطن ذوي الدخل المحدود.
وها هي عاصمة التجارة السورية حلب تضيف الألبسة إلى قائمة الكماليات والرفاهيات. إذ أن المواطن اليوم يعيد تدوير الألبسة القديمة وإصلاحها لأنه لم يعد يستطيع شراء الجديد سواءً من محلات الألبسة العادية أو محلات “البالة” التي كانت منفذاً له في كثير من الأحيان.
أبو عادل (موظف) قال: ” كنا في الأعياد والمناسبات الخاصة نقوم بشراء الألبسة لكل أفراد العائلة، أما اليوم أصبحنا نعتمد على الشراء عند الضرورة القصوى، ولكل فرد قطعة حسب الحاجة، ونبحث عن السلعة الأرخص دون الاهتمام بالجودة”.
ويؤيده بالرأي أبو محمد (معلم) مضيفاً: “في فترة من الفترات كنا نعول على محلات “البالة” التي كانت متنفساً لنا في ظل الغلاء، ولكن اليوم أصبح سعر الحذاء الشتوي(البوط) من البالة 25 ألف، فأصبحنا نصلح القديم ونعيد تدوير الألبسة”.
كما أشارت عفراء :” أنا كطالبة جامعية كنت أحتاج إلى تبديل الملابس على الأقل مرتين في الأسبوع، ونظراً لمصاريف الجامعة صار اهتمامي الأكبر تأمين لوازم الجامعة من محاضرات وكتب وأدوات، فما عدت أبالي بشراء أي ألبسة جديدة بل اعتمد على ما يوجد لدي”.
أما من ناحية التجار دائماً يحملون السبب الرئيسي لارتفاع أسعارهم إلى صعوبة تأمين القطع الأجنبي، وصعوبة استيراد الأقمشة والمواد الأولية.
جالت “الجماهير” بين محلات التلل ومحلات البالة في باب جنين وسألت أصحاب المحلات عن أسباب غلاء الأسعار؛ فأجاب أبو عبدو (صاحب محل لمدة 20 عاماً): “الغلاء أصاب التاجر قبل أن يصيب المواطن نتيجة للحصار الذي تعاني منه سوريا، ونقص المواد الأولية وصعوبة تأمينها، وأيضاً المواطن يعجز عن تأمين قوت يومه، فكيف سوف يفكر بشراء الألبسة التي أصبحت من الكماليات بالنسبة له”.
كما أوضح أُسيد صاحب محل “بالة”: “المشكلة الأساسية لدينا الزبون، حيث نعمل جاهدين على جعل القطعة مناسبة للزبون من حيث النظافة والترتيب، وبيعها بسعر منطقي، وعن أسباب غلاء الأسعار فيعود ذلك إلى التكاليف التي أصبحت كبيرة علينا من مولدات وأمبيرات وتكاليف المعيشة بالنسبة لنا”.
وفي النهاية حتى “البالة” يوجد فيها الرخيص والوسط والغالي كما أكدت لي سيدة كانت تقوم بشراء بعض الألبسة لأولادها، وتتنوع الجودة حسب الإمكانيات ولكن الأولوية للمتطلبات الأساسية.
رقم العدد ١٦٣١٥