الجماهير- بيانكا ماضيّة
يقول واسيني الأعرج: “توجد في حياة الإنسان لحظة غريبة لا يعرف كيف يفسّرها، ولا يدرك سرّها أبداً لكنها تصنع كلّ شيءٍ في حياته القادمة”..
وكم من اللحظات صنعت حياتنا، في لحظة ما تنقلب حياتك رأساً على عقب إثر حادث جلل تمرّ به، وفي لحظة ما يأتيك خبر جميل، أو تفتح لك نافذة ما فتنقل حياتك إلى واقع أفضل..
وأحياناً يصنع المرء واقعه بيديه، فإن عمل على تحسين أموره فلابد من أن يجني ثمار عمله، وإن تقاعس فلابد من أن واقعه لن يتغيّر.
كثيرة هي التجارب الإنسانيّة التي تدلنا على أن أصحابها قد تغيرت حيواتهم في لحظات ما، فأي سرّ يكمن في تلك اللحظات؟! لاشكّ في أن القدر هو الذي في يده كل التغيرات التي تصيب حياتنا، ولكن هذه التغيرات لابد من أن نكون قد فكّرنا بها، فكم من الأفكار والأحلام التي حلمنا بها وركزنا تفكيرنا فيها قد تحققت.. ربما كانت اللحظة الغريبة التي عناها واسيني الأعرج هي تلك اللحظة التي تتحقق فيها الأفكار، وماحياتنا سوى أفكار محقّقة، أفكار لطالما بنيناها مشهداً مشهداً في خيالنا، قد نكون في يوم ما فكرنا بها ثم نسيناها حتى نجد أنفسنا وهذه الأفكار وجهاً لوجه وهنا اللحظة المدهشة..
دائماً أسقط هذه النظرية -إن جاز التعبير- على رؤيتنا وأفكارنا تجاه الحرب على سورية، فلولا تركيز أفكارنا على النصر والتفاؤل بتحقيقه والتركيز عليه بشكل تفكير جماعي لما تحقّق هذا النصر، عدا عن أن صانعه الرئيس هو من بذل دمه في سبيل نصره، فلولا هذا الدم لما كان هناك نصر، لكن لإيماننا أيضاً بهذا النصر فعل التحقّق، وسننتصر النصر النهائي، فهذا هو قدر سورية، قدر أن تحارَب ولكن في النهاية تنتصر.
فلنفكر بأفكار إيجابيّة تبثّ في قلوبنا الراحة والأمل والطمأنينة لنحصد الخير جراءها، بدل من أن نفكر أفكاراً سلبيّة فنجدها فيما بعد محقّقة فنندم على مافكّرنا به.
حياتنا هي أفكارنا، فلندرك جيداً طبيعة أفكارنا ومآلاتها!.
رقم العدد ١٦٣٣١