فليقل خيرا أو ليصمت

● محمد حجازي

تعمل الميديا الإعلامية في هذا الوقت بالتحديد على ترسيخ ثقافة الانهيار النفسي والمعنوي لدى عامة الشعب وينساق اليها عدد غير قليل من الذين نعتبرهم صادقين في محتوى طروحاتهم وإن كان ذلك يبدو غالبا بغير قصد سيء
هذه الميديا تبدأ بنشر منشورات ذات محتوى فيه الدعابة والسخرية من الواقع ثم تنتقل الى الحكومة وتجردها من كل مضمونها متناسية ما نحن فيه من حصار وبدل أن نتوجه الى المسبب الحقيقي ترانا ننتقل الى حكومة لا تملك حاليا سوى ادارة القلة وتوزيعها وهنا انا لا انكر وجود فساد في بعض دوائر الدولة وربما في الكثير منها كما لا أنكر حالة التردي الاقتصادي المؤلمة والحاجات الملحة لكن هذا لا ينفي وجود مخطط لإضعاف الروح المعنوية وتثبيط الهمم مما يدفع بنا الى الضغط غير المبرر على مؤسسات الدولة التي لا حول لها كثير في هذا الوقت.
تنتشر مضامين هذه المنشورات على وسائل التواصل مثل الهشيم في النار ويرى البعض فيها فضفضة لما في صدره او تعبيرا عما في خياله ووجدانه من ألم…
لم أر الا قلة قليلة تشيع روح الأمل والتفاؤل على الأقل برب العالمين الذي قال (إن مع العسر يسرا)
هذا السلوك وجلد الذات يتيح تنامي روح العداء تجاه الدولة والمجتمع ويشيع ويبرر الجريمة وتناميها ويبرر حضورها الكثيف في الشارع
هذا التوجه لا يقل خطورة عن أولئك الذين باتوا يدعون الى إيقاف العمل الثقافي وميزانياته وتوزيعها ضمن أولويات يراها من وجهة نظره ملحة كأن نبني فرنا بدل المركز الثقافي وأن نرمم معملا بدل ترميم منبر ثقافي مهم وهذا يبدو في ظاهره مطلب حق ولكن في باطنه خطر كبير
هل يعلم أولئك أن سبب ما نحن فيه هو قلة الوعي وتنامي الجهل.. وما أحوجنا اليوم الى وعي الثقافة وثقافة الوعي..
هل بات المطلوب خلط الأوراق وتقزيم عمل مؤسسات الدولة المختلفة لتكون في إطار لقمة العيش مثلا
هل المطلوب تحويل ميزانية بناء المراكز الثقافية الى الصرف الصحي مثلا.. رغم أني أعلم أن الحكومة ضغطت نفقات الوزارات الخدمية غير الإنتاجية على نحو كبير ولكن هل المطلوب الغاؤها
إنه خطر جديد ورؤية جديدة يتم طرحها
رسالة اقرأ ستستمر الى ما شاء الله لأننا أصحاب حضارة عمرها آلاف السنين
لن نستبدلها برغيف خبز رغم حاجتنا الماسة اليه وما النصر إلا صبر ساعة
فيا أصحاب الفيسبوك ترفقوا بأهليكم
وقولوا قولا حسنا عسى الله يبدل الحال إلى أفضل منه وكفى بث التشاؤم واليأس في قلوب الناس ..إن الله مع الصابرين
رقم العدد ١٦٣٣٦

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار