بسبب غلاء أسعار أدوية الأمراض المزمنة.. انتعاش سوق الأعشاب بحلب … الصحة : المرجعية الأساسية في العلاج للطبيب وغير ذلك مرفوضاً تماماً
الجماهير – وسام العلاش
اضطرت أم محمد للدخول في عالم الطب البديل والعلاج بالأعشاب لرخص ثمنه مقارنةً بالأدوية الكيميائية ، حيث تشتكي من ارتفاع أسعار الأدوية خاصةً فيما يتعلق ببعض الأمراض المزمنة ، مؤكدة أن غلاء أسعار الدواء أنهك جيبها مثلما أنهك المرض جسمها ولم تعد قادرة على شرائه كل شهر كما ذكرت .
ونشطت في الآونة الأخيرة حركة بيع الأعشاب الطبية والخلطات خاصةً بعد انتشار جائحة كورونا مما دفع عدداً من أفراد المجتمع إلى اللجوء للتداوي بالأعشاب بغرض وقاية صحة الجسم ناهيك عن الارتفاع المفاجئ لأسعار بعض الأدوية وارتفاع أجور المعاينات الطبية مما اضطر أصحاب الدخول المحدودة للتدواي بالأعشاب والامتناع عن شراء الأدوية .
غلاء الأدوية وهجرها من قبل محدودي الدخل:
يقول السبعيني أبو علي : إنه استقر في علاجه من مرض المفاصل على مجموعة من الخلطات العشبية كونه يعاني من آلام في المعدة والأدوية الكيمائية قد تسبب له مضاعفات – على حد قوله -.
والأعشاب لم تسلم من ارتفاع الأسعار:
تعتبر أسواق العطارة وبيع الأعشاب من الأسواق التراثية القديمة والتي اتخذها الأجداد كصيدلة لعلاج الأمراض سابقاً ولازلت حتى الآن تحتفظ برونقها ورائحة الأعشاب الطبية والعطرية بأشكالها وأنواعها ويرتادها زبائن خاصون ممن يهوّون التدواي بالأعشاب.
ويبين أحد بائعي الأعشاب بأن هناك أكثر من ألف نوع من الأعشاب ولكل عشبة فوائدها ومضارها ، مضيفاً بأن لهذه المهنة أصولها وقواعدها أهمها أن يكون البائع على معرفة تامة بالعشبة المطلوبة وماهي تأثيراتها ومضاعفاتها ، مشيراً أنه في الآونة الأخيرة ارتفعت أسعار الأعشاب الطبية والخلطات بسبب ارتفاع تكاليف انتاجها وخاصة المستوردة منها فقد بلغت أسعار الأعشاب الطبية والتوابل ارتفاعاً غير مسبوق والمبرر هو ارتفاع تكاليف انتاجها كالكمون والسمسم وحبة البركة واليانسون .
العلاج العشبي غير موثوق لدى الكثير
من جهة أخرى لا يحبذ البعض التداوي بالأعشاب وخاصةً في بعض الأمراض التي يجب معالجتها بالأدوية الكيميائية وتحت إشراف طبيب فالعلاج بالأعشاب كما قالت رنا : طويل ونتائجه ليست مؤكدة بالرغم من رخص ثمنه مقارنة بالأدوية الكيميائية .
وتوافقها الرأي ريم بأن هناك أمراضاً لا يجب التهاون في علاجها بالأعشاب ، وتؤكد على ضرورة استشارة الطبيب ، وترى بأن العلاج بالأدوية الكيميائية آمن وليس له مضاعفات كونه يتم بإشراف طبيب وبالنسبة للعلاج الطبيعي فهو ينحصر استخدامه لحل مشاكل البشرة والشعر وله وظائف جمالية أكثر من أن يكون علاجاً معتمداً لجميع الأمراض.
الطب البديل وقواعد عمله:
الشرط المهم عند الدخول في عالم الطب البديل والعلاج بالأعشاب هو الخضوع لدورات تدريبية وتأهيلية عن طريق الأكاديميات المختصة في الطب البديل والمتواجدة في جميع أنحاء العالم كما ذكر الدكتور أيمن الأمين الأخصائي بالطب التكميلي والبديل والعلاج الذاتي مضيفاً بأن علم الأعشاب بحر واسع من المعلومات ولهذا الاختصاص قواعد أساسية لمن يريد الدخول في تفاصيله لتجنب الوقوع بأخطاء قد تحدث كون أن الأعشاب تتشابه بشكلها.
ويبين د. الأمين أن أكثر المرتادين للعلاج بالأعشاب هم ممن ليس لديهم القدرة على العلاج بالأدوية الكيميائية لبعض الأمراض المزمنة كالسرطان أو من هم لديهم مضاعفات سلبية من الأدوية كآلام المعدة والمفاصل وعلاج الأمراض الجلدية ومشاكل الشعر.
كما يوضح د.الأمين بأن هناك أعشاباً يجب أن تتناول بأوقات معينة ولها مقادير ومعايير منتظمة في كل خلطة يجب على الأخصائي في علم الأعشاب مراعاتها مشيراً لضرورة اعتماد شهادة وخبرة عند ممارسة هذا النوع من الطب وضرورة الحذر من بعض من امتهن هذا العمل ليبيع الأوهام والغش بخلطات غير مدروسة أو مرخصة بأسعار مرتفعة وخاصةً بعد جائحة كورونا التي انتشرت وتهافت الناس نحو العلاج بالأعشاب والخلطات و التي انتشرت مؤخراً .
التناول العشوائي للأعشاب:
ومن أهم التوصيات التي ذكرها د. الأمين عند استخدام الأعشاب للتداوي بها هو أن يعرف المريض معلومات مكثفة وحقيقية عن العشبة المستخدمة أو استشارة الأخصائيين في هذا المجال وعدم الاستخدام العشوائي للأعشاب دون الرجوع للاستشارة وتجنب تداخلها مع الأدوية الكيميائية لمنع حدوث مضاعفات وتأثيرات جانبية لبعض الأدوية.
الأدوية الكيميائية المرخصة أكثر أماناً:
ومن وجهة نظر ع. أ أحد الأخصائيين في الصيدّلة بأن الأدوية العشبية غير فعالة بالنسبة لبعض الأمراض كالسرطان وارتفاع الضغط وأمراض القلب ومدة العلاج تكون طويلة ونتائجها
غير مرضية أحياناً ولكن في الآونة الأخيرة اندفع بعض المرضى للعلاج بالأعشاب بسبب ارتفاع أسعار الأدوية بشكل عام كأدوية المتممات الغذائية والفيتامينات وأدوية الأمراض المزمنة بشكل خاص و يوضح بأن وزارة الصحة تقدم أدوية مجانية لمرضى السرطان وبأسعار رمزية لكنها لا تغطي احتياجات جميع المرضى كما أنه لا يوجد ضبط بأسعارها ويتم احتكارها من قبل أصحاب المعامل الخاصة ومستودعات الأدوية وبيعها بأسعار مضاعفة عن السعر المقرر من الوزارة وهذا الاحتكار هو مجحف بحق المريض والصيدلي بآن واحد .
رأي الصحة بالتداوي بالأعشاب:
الدكتور مازن الحاج رحمون معاون مدير صحة حلب يوضح “للجماهير” أنه في حالة الإصابة بأمراض ٍ مزمنة كارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسرطان فيجب من الضروري مراجعة الطبيب واستشارته محذراً من التدواي بالأعشاب لهذه الأمراض فهذه الفكرة مرفوضة حتماً لما لها من آثار سلبية على المريض كما أشار لضرورة وعي المريض الكامل بكيفية العناية ومعالجة مرضه فالمرجعية الأولى والأخيرة للطبيب في معالجة المرض مبيناً بأنه لايمنع من أخذ بعض الأعشاب في حالة الإصابة بالزكام إلى جانب الدواء فهذا ليس له تداعيات سلبية على المريض.
ويذكر د. رحمون بأن وزارة الصحة تسعى جاهدة لتأمين أدوية الأورام والتصلب اللويحي وغسيل الكلية وأمراض المفاصل لجميع المرضى وبأسعار
ثابته لاتغيير فيها.
خلاصة القول: يمكن أن نوصف حالة ميل بعض المرضى للتداوي بالاعشاب بالمثل القائل:
(مجبر أخاك لا بطل) ولكن هنا وبالرغم من كل الظروف الإقتصادية أضيفت على المريض لتوفير أدويته إلى جانب باقي المتطلبات المعيشية لابد من الوعي الكامل في التعاطي مع المرض بشكل عام والرجوع لإستشارة الطبيب كمرجعية أساسية في العلاج.
رقم العدد 16342