الجماهير – عتاب ضويحي
وسط صخب الحياة، وتناقض الأحداث اليومية بين تسارع وتباطؤ، وفوضى الأفكار التي تمتزج فيها مشاعر الرضا بالسخط،وتُحدِث جلبة داخل العقل والروح، نحتاج لبعض السلام الداخلي.
خطوات بسيطة نحو ذلك السلام تمنحنا هدنة مع الذات، كأن نسمح لعقولنا بالخروج لبرهة عن مساراتها التي اعتادت عليها، أو أن نعتزل ونضع نقطةلكل مايؤذينا لأن الفواصل أحياناً متعبة ومرهقة حد التخمة.
ربما بعض القوة والكثير من التماسك والقدرة على التمثيل تمنحنا سلاما داخليا، كأن نتقن دور الضاحك في الوقت الذي يجب أن نبكي فيه، ونلعب دور اللامبالي في وقت ينبغي علينا الانتباه، أو حتى نتخلى عن أشياء اعتدنا عليها تبدو فائدتها في التخلي أفضل بكثير من التمسك بها.
لا بأس من الوقوف بقدم واحدة على الخط الفاصل مابين الوجود والعدم، مابين الحب والكراهية، مابين الاستمرار والتراجع، مابين الشيء وضده، ليهتز توازننا ونكاد نسقط ونكابد ذلك السقوط لنبقى صامدين، مع شيء من الخسارة، لكن ليس بالأمر المهم، فكل مانخسره من أجل سلامنا النفسي هو مكسب عظيم،
لأننا في نهاية الأمر سنتجاهل وسنسحب من أبسط طقوس الحياة اليومية التي تثقل علينا كاهل الأيام، ولانشعر معها بالارتياح، ونقول لكل شيء يطحننا ونقاومه بصبر جميل وداعاً، لإيماننا وإيقاننا المطلق بأن السلام الداخلي أفضل شيء يمكن الحصول عليه.
رقم العدد ١٦٣٤٤