● محمد تركماني
الحديقة العامة المتنزه والمتنفس الشعبي الوحيد المتبقي (لأهالي حلب) وبالأخص للبسطاء وأصحاب الدخل المحدود تفتح ذراعيها من جديد لمرتاديها ، وهي واحدة من أقدم المتنزهات على مستوى العالم والتي كانت ( أبوابها مغلقة) أمام الجميع دون وجود أي أسباب لافتة تستدعي القيام بمثل هذا الإجراء وخلال تلك المدة الطويلة الماضية والذي أدى إلى حرمان الأغلبية من أبسط أنواع السيران (الشعبي والمجاني) للتمتع بجمال الطبيعة (والترفيه عن النفس بداخلها) والاستنشاق فيها للأوكسجين والهواء النقي في ظل الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي يعاني منها الكل تقريباً وعدم إمكانية اللجوء لجهة أخرى بسبب ( الغلاء الفاحش) الذي يجتاح معظم الأماكن كالمتنزهات الخاصة والكافتريات) فإذا كان السبب هو (وباء كورونا) فوجب التنويه بأن البعض من (الحدائق المختلفة الأخرى) وهي أصغر منها مساحة لم تغلق ولا زالت تستقبل (الكثير من المرتادين) إليها يومياً وكذلك الحال من خلال المشهد الذي نراه حالياً في ( ساحة سعد الله الجابري) التي اضطر فيها المواطن البسيط التوجه والجلوس فيها وبأعداد ملفتة للنظر مع (وجود الأراكيل) وتقديمها من (قبل بعض الشبان) الذين أوجدوها كعمل لهم مع تقديم المشروبات لمن يرغب طبعاً مع إنعدام كامل للنظافة (وهو مشهد غير لائق) وبالأخص وبأن الساحة تبعد عدة أمتار عن (الحديقة المذكورة) وليس فيها مقاعد كافية مما جعل الأغلبية تجلس على أطراف (أحواض الزرع) والجميع يتساءل عن السبب بهذا الأجراء مطالبين الجهة صاحبة العلاقة أن تشرح لهم وجهة نظرها حول هذا القرار وتلك (المفارقة الغريبة) منوهين إلى منطقة المحلق والتي تعج بالمواطنين و (منهم ضمن الأحراش) التي تحولت إلى مقاهي مأجورة تقدم فيها أيضاً (الأراكيل و المشاريب) وهل تلك التجمعات تختلف عن مثيلها في الحديقة المذكورة (وهل هذا الوباء الخطير) ينتقل في( منطقة دون أخرى) فنرجوا من الجهات المختصة بالإيعاز لمن يلزم بدراسة مثل تلك القرارات المتعلقة برفع تخفيف المعاناة عن المواطنين وفتح منافذ للترفيه عنهم _ولله الأمر.
رقم العدد ١٦٣٤٧