“هلا بالخميس”.!

الجماهير / محمود جنيد

نستغرب كل هذا الضجيج الاستنكاري لهزيمة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بنتيجتها التاريخية في وديته الدولية أمام البحرين، حتى لم يتبق احدا (الكبير والصغير والمقمط بالسرير ) لم ينفخ في كير الرثاء الحارق.
ماذا هنالك ياجماعة الخير ..مابالكم تلطمون وتندبون..ترعدون وتزبدون .. وكأنكم تعيشون داخل شرنقة افلاطونية اللاهزيمة، في حالة انفصام عن الواقع الذي نكابد فيه الهزيمة وبالأرقام العالية قياما وقعودا وعلى جنوبنا في حركة وسكنة، امام “الدكنجي و الخضرجي والسرفيسجي” والتاجر والتويجر، امام بائع الألبسة والأحذية التي تنهال بالكعاب فوق رؤسنا التي ” طقت جميع فيوزاتها” ..أمام الطبيب الذي خلع رداء الرحمة والانسانية والمشافي التي تحولت إلى مقاصل..أمام المسؤول الفاسد ونظيره العاجز ..وووو…واوي واوي .!!!
بالنسبة لي ومن لف لفي الخميس، لم آبه بكل مايجري ، وأشحت بنظري عن مشهد سقوط نسورنا و غرق مركب منتخبنا التاريخي المفزع في قاع البحرين، من منطلق الجزع من أن يتسمم بدني بخلطة “السمك لبن تمر هندي” التي قدمت لنا على مائدة عشاء الخميس الكروية، وتحولت لمتابعة عرض أكثر تشويقا لنجم المستقبل وهو ابني “أحمد” صاحب السنوات الثلاث الذي حول غرفة المعيشة الى ملعب وكانت كل زاوية فيها بالنسبة له مرمى يركل إليها كرته الزرقاء ويصرخ “كووووول” ونحن نتفاعل ونصفق ونتصور بأن هذه الأهداف ستسجل يوما ما بأقدام جيل قادر على التحليق بنا إلى نهائيات كأس العالم ، ومن تلك اللحظة لقبت “دلول العائلة” ب(حميدو) تكنّيا ببطل مسلسل ابطال الملاعب الكرتوني الذي يألفه تماما من هم من جيلي وقبله.!
وفي خضم هذه الملخمة “بالخاء” .. نادى مناد من أعماقي..بأن قل لهم أبقوا على شعرة معاوية تربطنا بأضغاث الأمل ..و كفى عويلا واصبروا وصابروا ورابطوا خلف منتخب الوطن وانتظروا القفلة في ودية إيران المقبلة وبعدها لكل حادث حديث “الله يستر علينا”..!!
أخيرا ..و قبل أن تشيحوا بدوركم النظر عن معلقتي التي طالت ..والكلام بسركم فإننا نخمن بان السبب الأهم ل “فوران” النفوس لسقطة البحرين الذي أفاض قِدر الغضب لدى الجميع، هو أنها أفسدت بمحبطاتها برنامج ليلة الخميس الساخنة لينام الجميع “كفخ” ودون “هز” دون أن يتمكن أحد منهم تسجيل أي هدف.!!
رقم العدد ١٦٣٥٧

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار