رياح الأسعار العاتية ..هل تخف حدتها .؟؟

الجماهير-وسام العلاش

انخفضت وتيرة ارتفاع الأسعار بشكل بسيط خلال هذا اليومين في الأسواق نتيجة تحسن سعر الصرف لليرة السورية وكانت قد شهدت الأسواق ارتفاعاً متسارعاً لأسعار المواد الغذائية ضاربةً وكاسحةً بارتفاعها جدار الأسعار بعد أن كانت أسبوعاً وأيام.. لتزداد سرعتها في هذا الشهر بمايفوق الخمس دقائق أو الثواني لتتفوق على نظيرتها (رياح الخماسين) التي نشهدها هذه الأيام و التي تفوق سرعتها ١٤٠ كم في الساعة .

ومع هذا المشهد اعتاد المواطن عند التبضع أن يسأل البائع “بكم سعرها اليوم..؟؟” ليتلقى الخبر الصاعق فإما بارتفاعٍ طفيف بحدود المئة ليرة أو بارتفاع ساحق ماحق يتجاوز/١٠٠٠/ ليرة بغض النظر عن نوعية السلعة.

ومع رياح الأسعار(الخماسية) يتلقى ذوي الدخل (المهدود) نشرة الأسعار بقلوبٍ مؤمنة وصابرة يتقبل تعازيها الحارة أسرته التي تنتظره بقليلٍ من المشتريات إلى أن يمر اليوم على خير .

وقد شهدت الأسواق المحلية منذ أسبوع ارتفاعاً وتقلباً غير مسبوق بالسلع الغذائية والأساسية إلى أن استقرت حالياً بانخفاضٍ بسيطٍ في الأسعار بعد تحسن سعر الصرف فمثلاً سعر لتر زيت دوار الشمس / ٨٧٠٠/ ليرة بعد أن كان قبل أيام بحوالي /١٠/آلاف وسعر كيلو السكر / ٢٤٠٠/ ليرة بعد أن وصل /٣/ آلاف ليرة أما الشاي للكيلو الواحد بلغ في الأسواق / ٢٦/ ألفاً بعد أن كان /٢٨/ ألفاً وهلمّ جرّ مثلها مثل باقي أسعار المواد فقد انخفضت بحوالي/ ٢٠٠- ٣٠٠/ليرة وكأنها تطبعت بالمناخ العام رياحاً ربيعية متقلبة تهدئ تارة وتثور تارة.. إلا أن انخفاض سعرها هو بادرة جيدة ويأمل هنا المواطن بأن تهدئ الأسعار وتعلن ثبات موقفها إلى غير رجعة.. فليس من المريح أن تبقى وتصاب الأسعار بعدوى الرياح لأن ترتفع حرارة أنفاسها الساخنة مع قدوم شهر رمضان والصيف لتحرق جيوب المستهلك ولاتخمده بهبوبها المجنون..!!

كما أن لائحة الأسعار التي توضع كل يوم سواء على باب البقالية أو حتى في المطاعم والمتنزهات أو في محلات الألبسة بشكل عام ومنذ أكثر من ثلاث سنوات باتت تؤرق المستهلك اليوم وتسبب له نوعاً من ضيق النفس و ماتحمله من مؤثرات نفسية للمستهلك إذ ينظر الفرد باستياء كل يوم لهذه (الكراتين) وعدد الأصفار التي تزيد كل فترة زمنية قصيرة مطأطئ رأسه معتصر الأعين بطيء الخطوات متحدثاً في نفسه ويأمل بأن تكون (الأسعار) رياح موسمية ستزول قريباً فهي ليست سوى مخالفات صريحة مثلها مثل أي مظاهر من التجاوز التي اعتاد (حيتان التجار ) أن يلعبوها .

ومع هذا الواقع يطرح العديد من التساؤلات هل ارتفاع الأسعار هو من باب التقليد ؟؟ فمثلاً أحد تجار الجملة يرفع سعر البطاطا فيقلده نظراؤه ..ومن جهة أخرى عندما يسمع المواطن بأن أحد المواد الإستهلاكية سوف تنقص من السوق تراه يسرع مهرولاً ليشتري أكبر كمية منها بحجة التخزين فيؤدي إلى رفع سعرها نتيجة الطلب الكبير عليها ..!!

ومع هذه الصور اليومية التي يعاني منها المستهلك نحن بحاجة إلى خطة محكمة لمنع تفشي غلاء الأسعار والتصدي لرياح الأسعار العاتية التي من الأمكن مع اشتدادها أن يطير الراتب الشهري في غضون ساعتين من استلامه فقط.

رقم العدد 16358

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
احتفالاً بيوم الطفل العالمي.... فعالية ثقافية توعوية  لجمعية سور الثقافية  جلسة حوارية ثانية: مقترحات لتعديل البيئة التشريعية للقطاع الاقتصادي ودعوة لتخفيف العقوبات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية الشاب محمد شحادة .... موهبه واعدة مسكونة بالتجارب الفنية تهدف لإنجاز لوحة لاتنتهي عند حدود الإطار ال... حلب تستعد لدورة 2025: انطلاق اختبارات الترشح لامتحانات الشهادة الثانوية العامة بصفة دراسة حرة خسارة صعبة لرجال سلتنا أمام البحرين في النافذة الثانية.. وصورة الانـ.ـقلاب الدراماتيكي لم تكتمل مساجد وبيوت وبيمارستان حلب... تشكل تجسيداً لجماليات الأوابد الأثرية على طريقة أيام زمان ... معرض 1500 كيلو واط يعود إلى عصر" النملية " في عرض منتجات الطاهية السورية تعبير نبيل عن التضامن : شحنة مساعدات إنسانية من حلب إلى اللاذقية دعماً للمتضررين من الحرائق مؤسسة الأعلاف تحدد سعر شراء الذرة الصفراء من الفلاحين وموعد البدء بالتسويق