بقلم: الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكة
لا يمكن أن تعبق ذكرى يوم الأرض الفلسطيني في أرجاءنا فلا نستحضر قدسيّة تلك الأرض العظيمة، معراج الرسول صلى الله عليه وسلم.
تتردد في أصدائها تسبيحات عظيمة وتجليات جسيمة: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)
إنه اليوم الأرقى للأوفياء والأخزى للمهرولين والمطبعين الخبثاء
تأتي ذكرى يوم الأرض الفلسطينية علينا ولا زلنا نحن في سورية بل وفي كل محور المقاومة، لا زلنا رغم كل الآلام نضع فلسطين بوصلة العزة والكرامة العربية، ورغم كل الغلاء والبلاء والوباء وتكالب الأعداء لا زالت قضية فلسطين قضيتنا ومؤشر الوفاء ومعيار الإباء.
لا زلنا ننشد مع إخوتنا نشيد الشاعر “توفيق زيّاد” الذي تكلم بلسان حال جميع الشرفاء المتشبثين بأرضهم فقال:
هنا على صدوركم باقون، كالجدار..
نجوعُ، نعرى، نتحدّى نُنشدُ الأشعار
ونملأ الشوارع الغِضاب بالمظاهرات
ونملأ السجون كبرياء
ونصنع الأطفال جيلاً ثائراً وراء جيل
كأنّنا عشرون مستحيل
في اللّد، والرملة، والجليل.
يوم الأرض جاء فعلاً خلّاقاً ومولداً دائماً للنضال العروبي والوطني، والذي بدأ في مطلع العشرينيات، وذلك منذ انتفاضة الشيخ شاكر أبو كشك ضد الهجرات اليهودية في يافا والمناطق المحيطة، ثم هبّة البراق، وحتى ثورة الشيخ العُروبي الأشم عز الدين القسّام عام (1935) وغيرها.
يوم الأرض التاريخي كان انتفاضة شعبية اشتعلت في أراضي الجليل والمثلث والنقب والساحل احتجاجاً على الهجمات الإسرائيلية الغاصبة التي صادرت ما تبقى من أرض بيد فلسطينيي الداخل. والتي جاءت في الثلاثين من آذار عام (1976)
نعم لقد مرّت أربعة عقود ونصف منذ يوم الأرض التاريخي ولا يزال الفلسطينيون وجميع المقاومون الشرفاء يستلهمون من أحداث يوم الأرض قوة لمواجهة الكيان الصهيوني الغاصب وداعميه، أولئك الذين لا يوفرون الهلاك والدمار لجميع شعوب المنطقة حفاظاً على أمن ذلك الجسم الخبيث في أرضنا الطاهرة.
رقم العدد ١٦٣٦٢