بقلم: ربيع حسن كوكة
بشرى لأهل الفضل والإيمانِ
بحلول فيض الفضل والإحسانِ
يا سعد من أرضى الإله بفعله
رمضان شهر الخير للإنسانِ
ها هو شهر رمضان يدخُل في حياتنا من جديد، بخيره وبركته وظلّه الكريم.
كل الناس يحتفون به على اختلاف اهتماماتهم، فالمهتمون بالعبادة لهم برنامجهم فيه، والمهتمون بالطعام لهم برنامجهم في، والمهتمون بالتسلية لهم برامجهم فيه وهكذا…
بيد أني لا بدّ أن أزفّ البشرى الرمضانية للناس بمجرّد قدوم هذا الشهر المبارك علينا، إنها بُشرى لأولئك الذين تتسلّط عليهم الشياطين فتغويهم وتمنعهم من فعل الخيرات، وتأمرهم بفعل المنكرات، هذه البُشرى هي ما ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل شهر رمضان فُتِّحَتْ أبواب الجنَّة، وغلِّقَتْ أبواب النيران، وصفِّدَت الشياطين) رواه الشيخان. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفِّدَتْ الشياطين ومردة الجن وغُلِّقَتْ أبواب النيران فلم يُفتح منها باب، وفُتِّحَتْ أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب، وينادي منادٍ كلّ ليلة: يا باغيَ الخيرِ أقبل، ويا باغيَ الشرِّ أقصر. ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ). رواه ابن ماجه والحاكم وابن حبان وغيرهم.
وبعد هذه البِشارة أقول إنني في هذه الأيام المباركة لا أخشى من شياطين الجن على الناس لأنها مُقَيّدة لا تستطيع أن تقوم بعملها، ولا تستطيع أن تُزَوّر في ورقة عمل المشروع الرمضاني، غير أني قلقٌ إزاء ما يمكن أن يفعله شياطين الإنس الذين يقومون بدور زملائهم المأسورين على خلفية تعاونهم المستمر في سائر الأوقات، وهم الذين قُدِّمَ ذِكرهم على زملائهم في نص القرآن الكريم: { شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زُخرُفَ القولِ غُروراً} [سورة الأنعام:112]، فهذا التقديم يُشعِرُ بتفوّقهم في الضلال والإضلال، والفساد والإفساد على زملائهم فلنكن منهم على حذر. ولنجعل القرآن لقلوبنا ربيعاً، ولنزيّن أوقات رمضاننا بمحاسن الأفعال، وليكن الخُلُق الحسن محور تصرفاتنا، عندها نكون قد طبّقنا النهج الرمضانيَّ، فهنيئاً لنا به.
في شهر رمضان المبارك، حريٌ بنا أن نملأ الفعلَ إحساناً، والفكرَ عرفاناً، والقلبَ إيماناً.
ملأ الله أيامكم أمناً وآمانا، وسعادةً واطمئنانا، وكل عامٍ وأنتم بخير.
رقم العدد 16375