حوار #الاستحقاق في الباص!

 

الجماهير/ محمود جنيد

انتبذت لنفسي بعد عناء وتزاحم، مكانا مريحا ” ع الطراوة” قرب النافذة في باص المدينة، ميمماً شطر المنزل قبيل موعد إفطار يوم أمس، ما أتاح لي فرصة امتشاق هاتفي الجوال وتصفح ما تيسر من أخبار عبر المنصات الاعلامية، ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

استوقفني أحد أخبار الساعة المتداولة حول الاستحقاق الدستوري الرئاسي، ووصول عدد المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية الى واحد وعشرين مرشحا من بينهم أربع سيدات على ما أذكر.

جاري في الباص الذي بدا وكأنه حمّل مونة الشهر من سوق باب جنين وقاسمني وإياها المقعد خاصتي، “ضرب ناضور” على هاتفي ودخل معي على الهواء مباشرة، بنقاش حول الاستحقاق الدستوري وسألني عن جزئية شرط دعم كل 35 عضو من مجلس الشعب لمرشح واحد مؤكدا بأنه سيشارك في الاستحقاق وأكثر من ذلك سيبصم بالدم …قال ذلك بحماسة دون أن يشرح حيثياته، قبل أن يستشري النقاش في البقعة الخلفية للباص ويشارك فيه من باب الاستئناس من كان حولنا من الركاب، ومنهم واحد التفت الى الخلف متسائلا : هل ستفرق معنا، هذا حاضرنا وهو عنوان لمكتوب مستقبلنا.!

وبدوري تصديت لسؤاله بآخر: هل أنت متزوج وان كان نعم فكم طفل لديك، فاجاب نعم ولدي أربعة، فعاجلنا بسؤال آخر وهل هم بالمدرسة ؟ فأجاب بفخر جميعهم وهم من المتفوقين من صغيرهم لكبيرهم الله يرضى عليهم وبكرهم يتأهب بقوة لفحص “البكالوريا”.

وبأي صف كان كبيرهم عند مداهمة ازمة الحرب للمدينة؟

أجاب: كان طالب ابتدائي.

ماهو طعامكم اليوم على الإفطار ؟

يجيب باستغراب لهكذا سؤال: رز وملوخية ناشفة بالسمنة والثوم دون لحمة ..ليس لي بصراحة قدرة على شرائها ولكن الحمد لله ، ربنا ساترها معنا.

وكيف انجزت الطبخة الغاز متوفر لديك؟!

يجيب: بالطبع ..ويردف: نتعكز بعد تحسن الكهرباء على السخانة، لأن الغاز لا يكفي مع مدة أكثر من شهرين بين الرسالة والرسالة وسعر الاسطوانة بالسوق السوداء فوق الأربعين الفاً، وتعبئة الكيلو فوق الخمسة، لكن الامور بخير بصراحة والحمد لله أن اسعار المواد الغذائية تحسنت والمبادرات مثل سوق رمضان الخير يتيح السلع بأسعار مريحة أكثر (أبرز لنا بعض السلع التي ابتاعها منه) … ويكرر حمده وشكره لله على كل حال عايشين رغم كل الظروف.

ويأتي دورنا للتعقيب بعد أن سألنا إلى أين نريد الوصول مع كل هذه الأسئلة “الحشرية” بعد أن أصبحنا “جرصة” في الباص: رغم ظروف الحرب البائدة التي ألمت بنا بتواطؤ محور عدائي لكوكب الأرض كله علينا من أجل النيل من سورية وضرب لحمتها وسيادتها وسلخها عن ثوابتها وقيمها ومبادئها، وماثلا ذلك من حصار خانق جائر لو طال الهواء لقطعه عنا.. ووباء قاتل “ك و ر و ن ا “؛ رغم ذلك عائلتك بخير و أحد اولادك بلغ الثالث الثانوي دون فاقد تعلمي، وما تيسر من خيرات البلد أمنت قوت عيالك وعيالنا وإن كان بالكفاف الذي كان لأبناء جلدتنا دور ما فيه، من الفاسدين الذين سيكون أول مطالبنا من الفائز بالانتخابات الرئاسية قصمهم، وسعر الصرف تحسن وتبعاته وان كان ذلك بحاجة لعلاج جذري مطلوب، بعد كل ذلك (نضيف): أليس حريا بنا بعد كل هذا الصبر والصمود، أن نقوم بواجبنا الحق، ونرفع أصواتنا في صناديق الاقتراع الانتخابي بعد أن كان استفتائي، ليكون كل صوت مخرزا في عيون اعداء الوطن، ورصاصة في قلب قيصر، وتزكية لدم كل شهيد ارتقى دفاعا عن حياض الوطن، وسيادته واستقلاله وعزته وكرامته؟!!

والله معك حق بكل كلمة قلتها..يجيب وعلائم اليقين لمعت من عينيه ..كلامك صحيح.. “إي والله” …!

رقم العدد 16388

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
احتفالاً بيوم الطفل العالمي.... فعالية ثقافية توعوية  لجمعية سور الثقافية  جلسة حوارية ثانية: مقترحات لتعديل البيئة التشريعية للقطاع الاقتصادي ودعوة لتخفيف العقوبات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية الشاب محمد شحادة .... موهبه واعدة مسكونة بالتجارب الفنية تهدف لإنجاز لوحة لاتنتهي عند حدود الإطار ال... حلب تستعد لدورة 2025: انطلاق اختبارات الترشح لامتحانات الشهادة الثانوية العامة بصفة دراسة حرة خسارة صعبة لرجال سلتنا أمام البحرين في النافذة الثانية.. وصورة الانـ.ـقلاب الدراماتيكي لم تكتمل مساجد وبيوت وبيمارستان حلب... تشكل تجسيداً لجماليات الأوابد الأثرية على طريقة أيام زمان ... معرض 1500 كيلو واط يعود إلى عصر" النملية " في عرض منتجات الطاهية السورية تعبير نبيل عن التضامن : شحنة مساعدات إنسانية من حلب إلى اللاذقية دعماً للمتضررين من الحرائق مؤسسة الأعلاف تحدد سعر شراء الذرة الصفراء من الفلاحين وموعد البدء بالتسويق