الانتخابات بين الحق والواجب

الجماهير / بقلم الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكة

هيا لنذهبَ للتصويتِ كي نحظى
بِفعلةِ الخيرِ واجبنا نؤديهِ

نرقى بواقعنا للمجدِ نرفَعُهُ
ونحصدُ العزَّ في أسما معانيهِ

قال تعالى: (وأمرهم شورى بينهم).
وتعتبر الانتخاب من وسائل حكم الشعب نفسه بنفسه بطريق الشورى في اختيار الحاكم، وقد اختلف فقهاء القانون بشأن توصيف الانتخاب وذهبوا في اتجاهات متعددة: فمنهم من يرى أن الانتخاب حق والثاني يرى انه واجب والثالث يرى أن الانتخاب حق وواجب معاً.
الأول يصف الانتخاب بأنها حق ولا يُنتزع من أيدي المواطنين مستنداً إلى مبدأ سيادة الشعب الذي يعتبر أن الانتخاب حق شخصي وبناءً على ذلك فإن المشرع لا يملك حرمان الفرد من هذا الحق ولا يملك تقييده إلا في حدود الأشخاص الذين لا يكون في مقدورهم استعمال ومباشرة هذا الحق كعديمي الأهلية والقُصّر والمحكوم عليهم في الجرائم التي تمس الشرف والاعتبار.
ويكون للمواطن الحرية في التصويت أو عدمه.
في حين أن الاتجاه الثاني اعتبر أن التصويت إجبارياً لكونه واجباً اجتماعياً أو سياسياً مما يدفع المواطن إلى الالتزام الأدبي على الأقل.
على أن الاتجاه الثالث يمزج بين الاتجاهين السابقين واعتبر أن الانتخاب حق وواجب، حقاً بالنسبة لكون المواطن يحمل جنسية الوطن كحق التعلم، ويُعتبر واجباً في وقت ممارسة الناخب لعملية التصويت.
وهذا القول هو الأقرب للواقع فيكون الانتخاب حقاً وواجباً عاماً، ولا يُقصد بالتصويت الإجباري إرغام الناخب وإجباره على التوجه إلى صناديق الاقتراع للتصويت والتعبير عن رأيه بل حثه على القيام بحقه وواجبه من أجل المصلحة الوطنية العامة.
أقول لكل فرد من أبناء وطني ونحن مقبلون على الانتخابات الرئاسية:
صوتك: وجودك في الحياة، وتشييدك للمستقبل، وبَصٔمَتك في كل التصرفات، وسعيكَ نحوَ الأفضل.
صوتك: إرادتك في تطوير المجتمع، ورِفعتُك إلى كل مرتَفع .
صوتك: إدلاءٌ للنُّصحِ وتحقيقٌ لمبدأ الشورى في الاختيار، وتضميدٌ للجرح وتصحيحٌ لدقّةِ الصورة في اتخاذ القرار.
صوتك: الأمل بتحقيق الرجاء، رغم وجود التحدي، والعمل على تشييد البناء، لتغيير الواقع واستمرارالتصدّي.
صوتك: اختيارك للخيرات، ووجهتك في سلوك المبرات، وخطتك لما هو آت.
صوتك: قرارٌ يُبعِدُ الأغراب، وقوّةٌ في وجه الإرهاب، وأخذٌ بأفضل الأسباب.
صوتك: كلمات سجلاتك المكتوبة، وديوان تصرفاتك المحسوبة، وإظهارٌ لنواياك المحجوبة.
لنتوجه لصناديق الاقتراع وننتخب الربان الذي سيوصل سفينة الوطن لبر الأمان مع كل هذه العواصف الشعواء والهجمات المتتالية من قبل قراصنة الحياة.
والله نسأل التوفيق والسداد لهذا الربان.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار