الجماهير- بيانكا ماضيّة
مشهد السوريين اليوم في الخارج وهم ذاهبون للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسة الجمهورية العربية السورية مشهد يدعو إلى الفخر والاعتزاز بهم، فهم السوريون الشرفاء الذين يريدون لوطنهم مستقبلا مشرقا، وهو مشهد يجسد المحبة والوفاء لوطنهم وإن كانوا بعيدين عنه جسدا، لكن بأصواتهم هذه يعبرون عن حقيقة انتمائهم لهذا الوطن.. وهم يدافعون بطريقة أخرى من خلال هذا الاستحقاق عن وطنهم الأم سورية، وماتتعرض له من جرائم الإرهاب، ويقفون في وجه من أراد لها أن تدخل في نفق أسود لن تكون نهايته إلا خراباً ودماراً وتقسيماً.
إن الحشد الجماهيري للسوريين اليوم في الخارج، وهم في طريقهم لانتخاب رئيس لوطنهم، يكرسون شعارات ووعيا وطنيا وقيما وطنية إذ يرون في تصويتهم هذا حقا من حقوقهم الدستورية يمارسونها بكل حرية في مغترباتهم ويمضون مع إخوتهم السوريين في الداخل على طريق النصر الذي لطالما حلموا به طيلة عشر سنوات، هذه الإرادة الحرة في التعبير هي رصاصة في قلب الأعداء الذين لايريدون لهذا الوطن أن ينهض، فلطالما سعوا قبل هذا اليوم أن يعطلوا سير هذه العملية الانتخابية لأنهم يدركون أن السوريين يرون في هذا اليوم عرساً ديمقراطياً، عرساً يمضون منه نحو حريتهم واستقلالهم.
السوريون اليوم ينتخبون في الخارج يعني أنهم يقولون للعالم أجمع، لن تستطيعوا أن تقفوا في وجه الحق، مهما طال الزمن، فسورية التي عانت ويلات الحرب عشر سنوات، وشهدت المآسي والكوارث الإنسانية وهي في طريقها المستمر في الحرب على الإرهاب، تشكّل هذه العملية الانتخابية نصراً جديداً يضاف إلى مجموعة الملاحم والانتصارات التي أنجزت زمن الحرب.
سورية تنتخب يعني أنها تنتصر، ولابد لليلها أن ينجلي ذات يوم، وأن تعود شمسها إلى الإشراق.