بقلم : زكريا شحود
دائماً نسمع مقولة أن التاريخ يكرر نفسه ؛ فهل هذه المقولة صحيحة أم خاطئة ؟؟
في الحقيقة التاريخ لا يتكرر لأنه خاضع لمنطق الزمن وهو كالنهر الجار المتدفق لكن قد تتشابه بعض فصول التاريخ وهذا أيضا أمر منطقي …. فما نراه اليوم على أرض الواقع من أعمال إجرامية يقوم بها الاحتلال التركي بالتعاون مع أدواته الإرهابية من تقطيع للجغرافيا وتتريك مجتمعي وصولاً إلى تغيير ديمغرافي لأهداف استراتيجية احتلالية على الأرض السورية يشبه ما حدث في نهاية الثلاثينيات من القرن العشرين عندما استخدم التركي نفس الأساليب والأدوات لسلخ لواء الإسكندرون عن الوطن الأم سورية .. والغريب أن هذا الأمر يتم بدعم من الغرب وفي مقدمته فرنسا فبالأمس كانت فرنسا واليوم نرى فرنسا حاضرة عبر مندوبيها لمباركة جريمة جديدة يرتكبها نفس المجرم التركي لكن بظروف وأدوات مختلفة .
كانت فرنسا في عام 1938 تحابي الأتراك لكسب ودهم في الحرب العالمية الثانية والتي كانت تطرق أبواب العالم بشدة وقوة فهل الدور الفرنسي اليوم المتآمر مع التركي ضد الجغرافيا السورية يعني فيما يعنيه أن هناك بوادر لخارطة عالمية جديدة تعيد تموضع العالم من جديد ؟؟؟!!!! سؤال يطرح نفسه بقوة خاصة وأن مصالح فرنسا الحقيقية يفترض أن تكون مع سورية وليست مع تركيا الإخونجية !!!.
لأن التاريخ لا يعيد نفسه نقول للعالم كله : إن سورية اليوم هي غير سورية التي كانت تحت حكم الانتداب وحفنة من العملاء (والأرغوزات) إن سورية اليوم بيد أبنائها الحقيقيين الذين يعرفون معنى التاريخ وقيمة الجغرافيا وهم حماة الديار الذين يبذلون دماءهم كرمى لتراب وطنهم ولهذا فتراب سورية مقدس … فالاستيطان الارهابي الذي يحاولون تثبيته في الجغرافيا السورية سيلفظه تراب سورية والتتريك الذي يعملون عليه داخل المجتمع سوف يتبخر أمام بواسل الجيش العربي السوري لأن حاضنة هذا الجيش هي الشعب العربي السوري الذي لا يعرف إلا اللغة العربية ؛ أما الأدوات والداعمين لهذا المشروع الاحتلالي التركي فإن مكانهم مزابل التاريخ لأن هذا هو منطق التاريخ .
فليطمئن الجميع إن التاريخ لا يكرر نفسه وسورية بكل تفاصيلها ملك لأهلها فقط شاء من شاء وأبى من أبى .