هستيريا العدوان الإسرائيلي

بقلم : زكريا شحود

إذا تحدثنا بمنطق العاطفة نجد أن هذه السلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية على الأرض السورية هي جرائم تستحق الرد المباشر والثأر المباشر …. وقد لاحظنا وتابعنا سابقاً الفرح الشعبي والعاطفي العارم عندما سقط أحد صواريخ الرد السوري التي تصدت للعدوان السابق قرب مفاعل ديمونا.

لكن عند تحكيم العقل والمنطق يمكننا رؤية المشهد من زاوية ثانية … وهذه الزاوية هي أن الكيان الصهيوني بعدوانه هذا يريد إرباك الدولة السورية واشغالها عن أولوياتها وإحراجها أمام عواطف الشعب هذا من جهة أما من جهة ثانية فإن هذا الكيان الذي سقط بالضربة القاضية أمام مجتمعه في المواجهة الأخيرة في فلسطين يريد تلميع صورته وإعادة إنتاج ذاته كقوة كبيرة في المنطقة على حساب العدوان على سورية.

لهذا فإن التصدي للعدوان داخل السماء اللبنانية هو من مخرجات القوة السورية التي تتصاعد حسب الظروف والمعطيات التي تتناسب مع الأجندة السورية فقط خاصة وأن العدو أثبت أنه جبان لأنه يستخدم الأجواء اللبنانية كما استخدم سابقاً الطيران وحركة الملاحة المدنية لتنفيذ عدوانه.

النقطة الأهم أننا لسنا معنيين في سورية بمنح العدو الفرصة لتلميع صورته العسكرية التي انهارت أمام العالم نتيجة عدوانه على الشعب العربي الفلسطيني فلقد ثبت أن القبة الحديدية هي مجرد قبة كرتونية وأن المستوطن الصهيوني هش إلى درجة عالية لأن المواجهة أثبتت أنه أمام خيارين أحلاهما مر فإما أن يبقى تحت الأرض الفلسطينية في الملاجئ أو أن يعود من حيث أتى خارج الأرض الفلسطينية عبر الهجرة المعاكسة .

نستطيع القول : إن العقل والعاطفة كانت البوصلة التي تتميز بها القيادة في سورية حيث تم التصدي للعدوان بكفاءة عالية عبر منظومة الدفاع الجوي المتطورة …. مع عدم السماح للعدو الصهيوني بخلط الأوراق لفرض زمان ومكان المعركة كما تم إفشال خطط العدو لإعادة إنتاج نفسه وتلميع صورته ؛ ليبقى العدوان جريمة تستهدف الشرعية الدولية أولاً ما يؤدي الى تراكم الإدانة الدولية لهذا الإرهاب الدولي المنظم الذي يمارسه هذا الكيان المصطنع .

ولتبقى سورية عنواناً للصمود وطريقاً للشرعية الدولية والسلام العالمي.

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار