بقلم د. زاهـر البركـة…
بات اكتساب العلم في عصرنا الحديث ضرورة ملحة للغاية للإنسان لكي يستطيع أن يعيش بأمان وسلامة وبراحة في المجتمع والبيئات المختلفة ويمارس حياته بأسلوب صحيح وبنشاط مواكباً روح العصر ومتطلبات الحياة الحديثة ويحمي ذاته من مخاطر الجهل والمرض والانحراف والضياع.
أصبح كل شيء نريد استعماله أو أي أمر ما نحتاج إليه في وقتنا الحالي… يقتضي منا أن نملك مستوى كاف من المعلومات والمعرفة والدراية المسبقة حوله وعن فوائده ومضاره مثل تناول أغذية ما أو أدوية أو مشروبات معينة أو استعمال منظفات أو المواد التي تصنع منها حاجاتنا الشخصية والمنزلية…إلخ.
من هنا أصبح التعلم في المدرسة والمعهد والجامعة والتحصيل العلمي في العلوم الأساسية وعلوم الأحياء والطب واللغة العربية واللغات الأخرى والتاريخ… أمرا ضروريا لا غنى عنه أبدا.
ولكن مازال الكثير من الطلاب والأهل ينظر إلى قضية التعلم والعلم وامتلاك شهادة جامعية فقط من منظار اكتساب وظيفة في الجهات العامة أو الخاصة أو بهدف طلب المال والاسترزاق بواسطة الشهادة العلمية المكتسبة.
هذه النظرة الشائعة من قبل الطالب والأهل تقلّل من أهمية العلم والشهادة في حياة الإنسان ودورهما في تحسين ظروفه الحياتية للأفضل.
ربما من المفيد توضيح هذه الفكرة بشكل جيد وأوسع للأجيال الحالية وللأهل من قبل الجهات الإعلامية ووزارة التربية والتعليم ومن كل فعاليات المجتمع.
بكل بساطة علينا أن نوضح لهم أن الشهادة العلمية هي إطار لمحو الأمية وامتلاك مهارات ومعارف تسهل كل جوانب الحياة لهم ويمكن أحيانا أن تساعدهم في الحصول على أي مهنة حرة أو وظيفة ما وليس بالضرورة أن تكون ذات صلة وثيقة بالشهادة العلمية المكتسبة.
إن التعليم يساعد الفرد على تغيير الحياة نحو الأفضل وتحقيق النجاح بحياته بالإضافة إلى تنمية معارف الشخص وتطوير تفكيره وتمكين الذات وتعزيز قدرته على التمييز بين الصواب والخطأ وكسب الاحترام من حوله.
والعلم لا ينعكس على الفرد ذاته فحسب بل على المجتمع ككل بما فيها الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية له.
إن العلم والمعرفة المتراكمة تكمل العمل الجاد لبناء مجتمع مستقر ومتوازن.
وسورية الحبيبة تحتاج لكل إبداع المتعلمين وإخلاص العمال وكل الطاقات الفكرية والسواعد للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي والاستقرار الاقتصادي.