بقلم زكريا شحود
دائماً لهكذا لقاءات لغتين أو نتيجتين لغة تتحدث بدبلوماسية تشعرك أن العالم واحة من واحات السلام وأن هناك فرسان نبلاء يبذلون كل الجهود لتجنيب العالم ويلات الحرب ونتائجها المؤلمة من خلال تشبيك العلاقات الدولية حول هذه المسائل التي تهم البشرية .
أما اللغة الثانية فهي تلك التي تسمع بها عندما تعبر من تحت الطاولة أو نقرأ عنها فيما يسمى بالبروتوكولات الملحقة والتي عادة تكون سرية لعقود من الزمن …. ما يهمنا من لقاء جنيف بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدين هو ما ستؤل إليه الامور في سورية خاصة وأن الرسائل بين الدولتين بدأت قبل اللقاء حيث وجدنا الأمريكي يرسل مندوبته في مجلس الأمن إلى سورية سراً لتلتقي بالعصابات الارهابية في محافظة إدلب تحت مظلة الحماية التركية والهدف هو إعادة تدوير هذه المجاميع الارهابية لتصبح معارضة سورية مسلحة وليتم دعمها عبر مصطلح الممرات الانسانية لإبقائها شوكة في الخاصرة السورية … وبالمقابل كان هناك رسالة سورية روسية مشتركة بتوجيه ضربة عسكرية كبيرة استطاعت القضاء على معظم قيادات الصف الأول للمجاميع الارهابية وقد توج هذه الضربة تصريح مهم للرئيس الروسي بوتين يقول فيها: من المؤسف أن لا تنظر أمريكا إلى صوت الشعب السوري في الانتخابات الرئاسية وتريد تسليم سورية إلى الارهابيين وهذا غير مقبول وغير منطقي.
إذاً يمكننا القول : أن الأمريكي لا يزال أعمى عن الحقائق التي باتت تفرض نفسها على الأرض السورية بقوة الدولة وجيشها وبدعم حلفائها وهي بالتالي لا تزال تمارس (فن الدسائس والمؤامرات) الذي كان يمارسه هنري كيسنجر في السبعينات من القرن الماضي …
أما روسيا بقيادة فلاديمير بوتين فإنها تمارس سياسة متوازنة ترتكز على المنطق ومعطيات الميدان لهذا يمكننا القول أيضاً : أن الاشتباك بين القوى العظمى لا يزال مستمراً وأن التشبيك لا يزال مفقوداً وإن علا ضجيجه فالدول في النهاية ليست جمعيات خيرية بل مصالح متوافقة ومتعارضة في آن واحد .