بقلم || المحامي سمير نجيب
أُنشئ الكيان الصهيوني على ثلاثة ركائز لتثبيت قاعدته أولها علاقته العضوية بالمركز الامبريالي كتابع له وثانياً تهجير السكان الأصليين بالقتل وارتكاب المجازر لتهويد الارض ” الاستيطان” وثالثاً القيام بدوره العدواني خدمة لمصالح المركز هذه الركائز الثلاثة مرتبطة إرتباطاً وثيقاً فيما بينها فإذا ما فقد احداها اهتزت الركائز الأخرى .
من هنا ادرك الشعب الفلسطيني المستمر بصراعه بمواجهة المشروع الصهيوني منذ اكثر من قرن من الزمن بان ضرب اي من هذه المرتكزات سيساهم موضوعيا بضرب مبرر وجوده وخلخلة قاعدته الاستيطانية العدوانية لذلك ابتدع مبكرا اشكالا نضالية تتناسب مع ظروف كل مرحلة واليوم ونحن نشاهد ما يحصل ببلدتي بيتا وديك الجن في مدينة نابلس بالضفة الغرببة من اشكال نضالية ابتدعها هذا الشعب الذي يناضل من اجل حريته وتحرير وطنه اشكالا ابهرت العالم بمواجهة محاولات الكيان الصهيوني زرع مستوطناته بكل اراضي الضفة الغربية والقدس ومنها مستوطنات في محيط مدينة نابلس فهب ابناؤها لمواجهة هذا الاستيطان بوسائل بدائية ولكنها إبداعيّة مستفيدة من تجربة اهالي غزة بأشكال نضالهم على الخط الفاصل بين قطاع غزة والاراضي المحتلة بمواجهة مستوطنات غلاف غزة فنقلو تجربة ما اطلقوا عليه اسم الارباك الليلي ” حرق الاطارات المطاطية وارسال بالونات حارقة لأراضي المستوطنات الخ ..” لإرباك المستوطنين ودفعهم لترك مستوطناتهم بعد ان يشعروا بفقدان الامن والأمان وهذا ما تم فعلا فانتصرت ارادة الشعب الفلسطيني بإقدام الحكومة الصهيونية على الغاء قرارها ولو مرغمة او مؤقتا عن الشروع بإقامة هذه المستوطنات في تلك المناطق المحيطة بنابلس هذا الانتصار الذي يضاف الى الانتصارات التي حققها الشعب الفلسطيني هنا وهناك وليس آخرها معركة سيف القدس في اطار التراكم الكمي حتى تحقيق هدفه الذي يناضل من اجله بالتحرير والعودة فشعب لا يمتلك الصواريخ ولا الطائرات بل يستند الى الحق والارادة وعمقه محور المقاومة يدرك بأن المطالبة والنضال من أجل الحق لا بد أن ينتصر….