الجماهير – أسماء خيرو
النظريات العلمية وآخر الاكتشافات المتعلقة بظاهرة الثقب الأسود كانت أبرز ماتم مناقشته في محاضرة قدمها د. مجد الصاري وأقامتها الجمعية الفلكية السورية فرع حلب بالتعاون مع نقابة المهندسين بعنوان ( تحت ظلال الثقب الأسود ) وذلك في قاعة المحاضرات في نقابة المهندسين .
استعرض د. الصاري في بداية المحاضرة تاريخ اكتشاف الثقب الأسود إذ قال بأن ألبرت أينشتاين نشر نظرية النسبية العامة المتعلقة بإثبات وجود الثقب الأسود في بداية القرن العشرين 1915 مبينا بأن الثقوب السوداء تولد من موت النجوم التي تزيد كتلتها عن/ 3 /كتل شمسية وأن الثقب الأسود هو عبارة عن جرم سماوي نتج عن بقايا نجم عملاق ميت ويتمتع بحقل ثقالي شديد جدا ولا يستطيع أي شيء إذا وقع ضمن هذا الحقل الإفلات منه ( كالنجوم ، والكواكب والغازات حتى الضوء لايستطيع الإفلات منه . وكذلك الزمن) !
وتطرق الصاري إلى أهم العلماء الذين عملوا على تطوير النظرية النسبية بإجراء العمليات الحسابية أمثال ( جون ويلر الذي ابتكر اسم الثقب الأسود ووضح مفهوم التشوه والانحناء حول الكتلة ، وآرثر ادينغتون ، كارل شوارتز شيلد ، باركوف زيلدوفيتش ، وواي دي نوفيكوف) مبينا بأن هؤلاء العلماء استطاعوا بأن يقدموا للعالم على مدى قرن من الزمن أبحاث توضح صفات وخواص أفق الحدث “الثقب الأسود” كما تحل الغموض الذي كان حوله وتشير إلى أنواع وفاة النجوم الصغيرة والكبيرة وأشكال انفجار النجوم وكيفية تحول النجم إلى ثقب أسود، ومع هذا بقي “الثقب الأسود” عصياً على التصوير من قبل العلماء طيلة القرن العشرين ،
وأحد أهم ألغاز الكون العظيم، حتى عام/ 2017/ حين قام علماء الكونيات ببناء تلسكوب راديوي بحجم الكرة الأرضية . يتألف هذا التلسكوب العملاق من 8 تلسكوبات راديوية تعمل بشكل متزامن ومنتشرة في كل من (القارة القطبية الجنوبية، وتشيلي ، وجزر هاواي والمكسيك وأريزونا وإسبانيا )و يعمل في هذا المشروع مايقارب /200/ عالم وفني ،إذ نجح العلماء بالتقاط أول صورة في التاريخ” للثقب الأسود “الموجود في مركز المجرة/ M87/ الموجودة في برج العذراء والتي تبعد عن الأرض/ 55 /مليون سنة ضوئية. وقدر العلماء كتلة هذا الثقب الأسود 6.5 مليار كتلة شمسية .
وبذلك يعد هذا الاكتشاف نصرا كبيرا للعلم وللعلماء وللنظرية النسبية بعد مرور أكثر من مئة عام على اكتشافها..
وختم الصاري المحاضرة بعرض فيلم توثيقي عن لحظة تصوير اكتشاف الثقب الأسود والإجابة على العديد من المداخلات .
ت جورج اورفليان