وفق المنطق الاستعماري ..

 

••المحامي سمير نجيب

وفق المنطق الاستعماري فإن منطقتنا العربية بالنسبة لأمريكا هي قضية استراتيجية لدرجة أن بعض الساسة الأمريكيين يعتبرون منطقتنا قضية داخلية بالنسبة لأمريكا لما تحقق لها من مكاسب اقتصادية كبرى” سوق لمنتجاتها..ونهب خيراتها و موادها الخام وخاصة النفط ” لهذا لن تتوانى امريكا على فعل اي شيء حتى لو وصلت لشن الحروب كما حصل في محطات تاريخية لضمان استمرار هيمنتها على المنطقة وهذا سلوك وعقيدة كل الحكومات الامريكية المتعاقبة بشقيها الجمهوري والديمقراطي الا ان هذه الهيمنة لم تعد دون كلفة ولم تعد منطقتنا ومحيطها ورقة بيضاء تكتب وترسم عليها ما تشاء فها هو محور المقــ..ـاومة يتصاعد قوة ، والشعب الفلسطيني يرفض الخضوع والاستسلام ويواجه الكـ..ـيان الصهيــ..ــوني الذي يعتبر قاعدة عسكرية متقدمة لأمريكا وذراعها العسكري العـ..ـدواني بالمنطقة وعندما يعجز هذا الكيـ..ـان عن القيام بدوره ومهمته تقوم الإدارة الأمريكية مباشرة بالقيام بهذا الدور ضماناً لمصالحها – العدوان واحتلال العراق نموذجاً – ولكن أمام عجزها عن سيطرتها عسكرياً على المنطقة ولضمان سيطرتها لقرن قادم من الزمن قامت أمريكا باختراع ما يسمى ثورة الربيع العربي لتنفيذ برنامجها العدواني بالمنطقة ولتجسيد مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد ” فك وتركيب الدول على أساس طائفي ومذهبي ” لضرب أي مقومات لقيام وحدة عربية حتى ولو بين دولتين ولتشويه مفهوم القومية والعروبة ليصبح الكـ..ـيان الصهيــ..ــوني هو الكيـ..ـان الأقوى بالمنطقة وكل الدول الطائفية والمذهبية تدور في فلكه ، هذا ما أريد مما يسمى الربيع العربي وإن كانوا قد نجحوا في مكان ما إلا ان مشروعهم فشل في سورية رغم أنهم جيشوا وسخروا منظومة عسكرية وسياسية ودبلوماسية وثقافية وإعلامية ومالية ونفسية ..الخ لإسقاط الدولة إلا أنهم فشلوا بفضل صمود الشعب السوري وبسالة الجيش وحكمة وشجاعة السيد الرئيس بشار الأسد فما كانوا يخططون له فشل مبكراً .

أضف لذلك أيضا فشل الإدارة الامريكية بفرض صفقة القرن التي أعلنها الرئيس الاسبق ترامب والتي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية وذلك بفضل صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته ومقـ..ـاومته لهذه الصفقة ..

وايضا من مؤشرات تراجع دور امريكا بالمنطقة توقيعها مؤخراً ولو مرغمة على الاتفاق النووي الإيراني والذي يعتبر انتصاراً للجمهورية الإسلامية الإيرانية ..

كل هذه المؤشرات تؤكد بأن امريكا ليست قدراً على امتنا والمنطقة بل هي تعيش حالة من الضعف والعجز رغم امتلاكها لأكبر ترسانة عسكرية بالعالم وانتشار لمئات القواعد العسكرية بمناطق مختلفة بالعالم ..فها هو خطها البياني هابط ومأزوم ولم تعد قادرة على فرض ما تريد مما يستدعي من قوى الأمة الحية ، الشعوب ومحور المـ..ـقاومة مزيداً من الصمود والثبات والمواجهة حتى هزيمة المشروع الأمريكي في منطقتنا وهو ليس ببعيد …

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار