· عطا بنانة
جو هافيلانج رئيس الاتحاد العالمي لكرة القدم (الفيفا) سابقاً برازيلي الجنسية معتدل في قراراته واسع الطيف دبلوماسي من الطراز الرفيع سريع البديهة رجل في مكانه – الرجل المناسب في المكان المناسب – قال في مؤتمر صحفي عربي ودولي عن جمهور حلب الكروي : أعطوني هذا الجمهور وخذوا كأس العالم . وقال أيضاً : كل الأفكار وقرارات الحكام التي تخطر في بالي كان الجمهور الحلبي يترجمها وهذا يدل على أنه متفهم لكرة القدم بالتمام والكمال .
وعن ذكائه خرج ليتفقد أرض ملعب الحمدانية في تصفيات شباب كأس العالم ولامس حشيش أرض الملعب من جوانبه ظناً منه أنه مصبوغ باللون الأخضر فكان ظنه في محله ( جماعتنا ) كانوا قد صبغوه فعلاً للتمويه إلا أن هافيلانج لم يبد أي ملاحظة فسكت وتابع مشواره، وعن دبلوماسيته قال له أحد الإعلاميين العرب إن أكثر أعمار لاعبي الفرق المشاركة مزورة فقال : إني أحترم أختام وزارة الخارجية الرسمية على بيانات الفرق المشاركة، وبالمناسبة كان هافيلانج صديقاً حميماً للعميد فاروق بوظو رئيس اتحاد الكرة في سورية ورئيس اتحاد الحكام العرب في القارتين الآسيوية والأفريقية وكان لهذه العلاقة الحميمة بين هافيلانج وبوظو مشاركة الحكم الدولي جمال الشريف في نهائيات كأس العالم .. ولم يكن رئيس الاتحاد الدولي لوحده صاحب هذه الميزات في اتحاد الكرة بل كان معاونه هانز ماروتسكي يملك بعضاً ثميناً منها وهو الذي حضر تصفيات شباب كأس العالم في حمدانية حلب راعياً لفرقها سورية وقطر ونيوزيلندا وأستراليا وكتبت جريدة الجماهير في افتتاحيات الدورة في ملحقها اليومي وحصراً في مباراة سورية وقطر ما يلي : ( شبابنا في الافتتاح ) أمتعنا شوطاً بلا مطر ومناف أهدى التعادل لقطر وأعجب بهذا العنوان على لسان العميد بوظو الذي لم يكن والجماهير المتابعة وهانز ماروتسكي لأداء مناف رمضان وأنانيته التي ظهر بها آنذاك وكان مناف يلعب لنادي جبلة .
وجمهور حلب الكروي وعلى رأسه جمهور نادي الاتحاد من أغنى جماهير الكرة في الوطن العربي عدداً وثقافة وشعراً وتشجيعاً ومتابعة في الداخل والخارج وهذا ما دفع هافيلانج لأن يقول : أعطوني هذا الجمهور وخذوا مني كأس العالم . بصرف النظر عن بعض التشجيعات السوقية التي تفرض عليه وعلى أغلب جماهير الكرة العربية والدولية حين يتصرف بعض الحكام بإصدار القرارات غير المحايدة والخاطئة بحق بعض اللاعبين سواء من لاعبينا أو من غيرهم .
نقول بحق : جمهور نادي الاتحاد الكروي يستحق كل الشكر وعلى رأسه رابطته الواعدة والمهذبة والمثقفة وكذلك جمهور نادي الحرية وإن جاء في المرتبة الثانية فهو أيضاً يملك الوعي والاحترام والتقدير لأي لعبة حلوة وهذا عشمنا الكبير لكل الأندية الأخرى .