• عبد الكريم عبيد
بعيداً عن التحليل السياسي وتعقيداته … بعيداً عن التحالفات الإقليمية الأطلسية وأهدافها … وانطلاقاً من حق المقاومة لدى شعوب هذه المنطقة في أن يحيوا حياة حرة كريمة ننطلق من هذه المسلمات.
إذ من حق أبناء هذه المنطقة أن يحيوا بأمن وأمان بعيداً عن الفكر الإرهابي المتطرف والعيش في أتون أزمات قد لا تنتهي لسنوات.
من حقهم أن يستثمروا مقدراتهم وثرواتهم وأن تعود بالنفع العام على المجتمع لا أن تسرق وتنهب ويجوع أبناء المنطقة ويوغل أردوغان وزبانيته ومن ورائهم الاحتلالين الإسرائيلي والأمريكي في معاناة أبناء الحسكة من خلال قطع المياه عن الأبرياء الآمنين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم أصروا على العيش في بيوتهم وقراهم ومزارعهم ورفضوا التهجير.
الناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار ولا يجوز منعهم عن خلق الله.
اليوم الحاكم العثماني الجديد الذي يتوق الى السيطرة على المنطقة باسم شعارات دينية … يفضح نفسه ويناقضها أمام الملايين من شعوب العالم إذ أنه يقوم بقطع المياه وبأوامر مباشرة منه كي يجوع ويعطش شعب آمن ذنبه أنه آمن بوطنه وتمسك بـأرضه.
مقولة قديمة جديدة تتكرر على الألسن وهي حقيقية إذ أن التاريخ يعيد نفسه … ذات الشيء الذي فعلوه مع أبناء حلب يمارسونه اليوم مع أبناء الحسكة الأبرياء …
منذ بداية الأزمة نهبوا معامل حلب وخربوها وسرقوا خيراتها ومحلاتها ودمروا أبنيتها ولم يرف لهم جفن إلى أن وصل بهم الأمر إلى محاربة أبناء هذه المدينة في لقمة عيشهم وفي شربة مائهم وفي أبسط سبل العيش.
أين هذا من الأخلاق … ؟
أين قوانين وشرعية الأمم المتحدة … ؟
أين هذا كله من حقوق الإنسان التي يدعون … ؟
شرعية وقوانين الأمم المتحدة باتت بحكم المعطلة ولا تطبق إلا على الشعوب الضعيفة … نحن في وقت لا يحترم إلا الأقوياء.
ولكن ورغم ذلك وبما أن التاريخ يعيد نفسه سينتصر أبناء الحسكة على هؤلاء تتار العصر كما انتصر أبناء حلب على المجاميع الإرهابية التي حاصرتهم ودمرت بيوتهم وسفكت دماءهم ونهبت معاملهم.
وما النصر إلا صبر ساعة .