بقلم الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكة
تحلى بفعل الخير تعلو بهمّةٍ
وتنجو من المكروه والضيمُ يُرفَعُ
ولا تمنع الخيرات عن كلِّ نسمةٍ
فمانعها في الذل يحيا ويقبَعُ
ها هي أفضل أيام الدنيا تمر بنا مجدداً في هذا العام حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما مِن أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء.)
تمر بنا هذه الأيام المباركة ونحن على ما نحن عليه في وطنني العظيم من حصارٍ جائر فرضه أعداء أمتنا، لذلك فإن هذه الأيام تمثل مزرعةً للخيرات للقادر على فعل الخير، ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصانا فقال: (افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم) رواه الطبراني.
وقال تعالى {والعصر إن الإنسان لفي خُسر إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} .
لقد حضت سائر الديانات بما فيها الإسلام على فعل الخيرات؛ وإذا تأملنا البيان القرآني نجد أن الله تعالى يأمر بالتسابق في فعل الخير رغم اختلاف مناهج البشر فيقول: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا}[المائدة: 48] ويُخبر بأن فعل الخير سببٌ للفلاح فيقول:{ وافعلوا الخير لعلكم تفلحون}[الحج: 77]، ويُخبر سبحانه أنه مطَّلعٌ على أفعالنا فقال:{وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا} [النساء: 127]، ثم بيّن أن فعل الخير هو الزاد للدار الآخرة فقال: {يوم تجد كل نفس ما عملت من خيرٍ مُحضراً} [آل عمران:30]، وأن فعل الخير لن يذهب سدى:{وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين} [آل عمران:115]
فعلى الإنسان أن يسعى دائماً لفعل الخير ينفع به الناس ويدفع عنهم الضرر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل). رواه مسلم.وقال صلى الله عليه وسلم: (الخلق عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله) رواه الطبراني.
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه). رواه ابن ماجه وغيره.وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كل معروف صدقة ) متفق عليه.
تمثل هذه الأيام الفرصة الأعظم للمتسابقين إلى مرضات الله تعالى، فأعمال الخير فيها أحب إلى الله من نفس الأعمال في غيرها، فهل من مستثمرٍ لهذه الأيام في بلادنا الحبيبة، وذلك من خلال التخفيف عن المحتاجين من عون بصدقة أو معروفٍ أو إصلاح.
نسأل الله أن ينفح وطننا بنفح هذه الأيام وأن يرفع عنا الغلاء والبلاء والوباء وينصرنا على كل الأعداء.