بيانكا ماضيّة
تطرح النشاطات الشبابية التي تقام بين الفينة والأخرى مناظرات تتعلق بموضوع الحوار، يطرح الفريق الأول أفكاره وحججه حول مسألة معينة (كالهجرة مثلاً) التي تخصّ جيل الشباب أو الناس عامة، يقوم بتعريفها، ومن ثم يقدّم رؤيته عنها، ليخرج بخلاصة فكره المتعلقة بها. ويقوم الفريق الثاني بدحضها مقدّماً ما لديه أيضاً من حجج وبراهين.. اللافت في هذه المناظرات أن الفريقين يمتلكان وجهة نظر مخالفة للأخرى، كل يرى الأمر من وجهة نظره، الأول فكره منفتح، يتقبل الرأي الآخر ولكن يسعى لأن يطرح الأفكار الإيجابية، يغلّب مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية، شعاره الـ(نحن) لا الـ(أنا)، والثاني فكره منغلق، لايتقبل الرأي الآخر، يرى من منظوره أن رأيه هو السديد، التفكير السلبي يطغى على التفكير الإيجابي لديه، مصلحته الشخصيّة هي الأهم، وأهم ما في الأمر لديه أن يحل مشكلته دون النظر إلى مشكلات الآخرين الذين يعانون مثله.
هذه المناظرات ترمي إلى أن توجّه الشباب إلى طريقة التفكير الصحيحة التي لابد من أن يتبعوها لكي تكون أفكارهم سديدة، لا تشوبها شائبة، وأهمها ماهو متعلق بالوطن الذي يعيشون في كنفه، فإن كان تفكير كل شاب، أو كل امرئ، تفكيراً غير صائب، فإن المشكلة لا تحل بل تزداد تعقيداً وتشعباً، لأن الآراء هنا ستتضارب، وسيتشبث كل محاور برأيه الذي يراه سديداً.
المنطق هو الذي يجب أن يتغلّب في طرق الحوار، لأنه يضع النقاط على الحروف، ويأخذ بمسار الحديث إلى طريقه الصحيح مهما تشعبت الأفكار وتضاربت؛ لأن هناك قضية هي الأعم والأشمل من كل القضايا، ألا وهي قضية الوطن التي يجب أن تبقى في رأس الأولويات.
الوطن هو القضية الأساس، وبقية القضايا تأتي بعده، وهي في مجملها متعلقة به، فمن فكر بطريقة أخرى فقد أخرج الوطن من حساباته، ومن فكّر وفق الطريقة الصحيحة فسيكون هو والوطن في سلام وأمان، لأنه حينها سيعمل على أن يقدم ما لديه من نتاج فكري أو فني أو عملي واضعاً نصب عينيه أن ماينتجه هو عطاء للوطن وأبنائه.