من القامشلي إلى حلب… فرقة بارمايا تقص حكايات التراث السرياني على إيقاعات الجسد والبزق

الجماهير _عتاب ضويحي

على إيقاع الجسد وآلة البزق، قدمت فرقة بارمايا للتراث السرياني القادمة من مدينة القامشلي، أجمل اللوحات الراقصة والدبكات الشعبية على مسرح نقابة الفنانين بحلب.
أكثر من 17 دبكة ولوحة شعبية، على أنغام الموسيقا السريانية، جسدت عادات وتقاليد وطقوس حضارة يزيد عمرها عن” 5000 “عام.
وأوضح مدير الثقافة جابر الساجور أن وزارة الثقافة تولي الفرق الشعبية التراثية اهتماما كبيراً، وتفتح مسارحها في كل المحافظات لتقديم عادات الشعوب التي شكلت جزءا لا يتجزأ من النسيج السوري، وفرقة بارمايا واحدة من الفرق الفنية العريقة التي تقدم التراث السرياني بأجمل صورة.
وبيّن إدريس مراد مدير مهرجان قوس قزح، الذي يضم عدة فرق سورية تقدم التراث السوري الملون”عربي، سرياني، شركسي، كردي”، أنه وضمن خطة وزارة الثقافة التي لم تكتف بالمهرجان، لتعريف ونشر ثقافات المجتمع المتنوعة، كان أيضاً تقديم العروض الخاصة بكل تراث،للحفاظ عليها من الاندثار، واليوم فرقة بارمايا قدمت جزءا من الثقافة السورية من خلال لوحات راقصة لها علاقة بالتاريخ والطقوس والعادات السريانية.


وعن الفرقة تحدثت لل “الجماهير” رمثا شمعون مسؤولة الفرقة والتي تحدت الصعاب وعملت بجد للحفاظ على اللون الفني السرياني قائلة :تأسست الفرقة عام “2009”بترخيص من وزارة الثقافة، وتضم 75 راقصاً وراقصة، إضافة لتجهيز 40 طفلاً وتهيئتهم لتقديم العروض مستقبلاً، وللفرقة مشاركات كثيرة في المهرجانات والعروض الفنية في مدينة القامشلي وباقي المحافظات وخارج القطر “لبنان وقبرص”،
واليوم بعد انقطاع دام 12 عاماً قدمت بارمايا عرضاً فنياً تراثياً في مدينة حلب، وهو هدية من الفرقة والشعب السرياني لجمهورهم في حلب، حاولنا من خلال الدبكات ال”17″ من أصل” 40″ دبكة تقديم صورة واضحة ومحببة عن عادات وطقوس، وجمال الطبيعة، إضافة لاسكتشات تحاكي الواقع الحياتي للجزيرة، من حبة القمح والشعير، وخبز التنور، وعصر العنب إلى العرس الشعبي وأورنينا آلهة المطر، جميعها لوحات تدل على الحضارة والموروث الشعبي الغني، قدمناها بشكل متجدد وهو ينطلق من معنى كلمة بارمايا “أبناء المياه” المتجددة المعطاءة، إلى جانب العزف على آلة البزق من قبل الشابين بهجت سرور وآلان مراد، وتقديم مقطوعات تراثية أيضاً.


أما مايخص الزي للفرقة فكل تفصيل يمثل جزءا من التراث، الريشة التي تعني السمو، الأقراط، السراويل، الأثواب، جميعها لها نقشات وتصاميم خاصة بالموروث السرياني، وكلها لها دلالات ومعان خاصة “كزهرة النرجس على جبين الفتيات وشجرة الحياة على صدور الشبان”.
والجدير بالذكر أن شمعون انتسبت للفرقة كراقصة من عمر 10 سنوات، و بعد هجرة أغلب كوادرها استلمت إدارة الفرقة وتعرضت للكثير من المخاطر أثناء الحرب، لكن لم يثن عزيمتها في الأخذ بفرقتها نحو التميز والإبداع وتقديم التراث بطريقة عصرية.
نور صليبا إحدى الراقصات في الفرقة منذ 10 سنوات قالت عن دورها : قدمت دور أورنينا آلهة المطر، إضافة للجانب الفلكلوري.
وعن دوره قال فادي صليبا عضو في الفرقة منذ 12 عاماً : لعبت دور الملك أورنين، إضافة للوحات استعراضية وفلكلورية.
تصوير – هايك أورفليان.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار