• بقلم حميدي هلال
في كل مرة أعيد قراءة الكلمة الرئاسية يتأكد لي أنني لم أستوعب أو أتشرب كل ماجاء فيها من معان ودلالات ونقاط قوة ، وتحديد توجهات، ومع كل قراءة جديدة تقفز لدي فصول و روابط وإضاءات وإضافات، وعناوين جديدة ينبثق عنها تفاصيل دقيقة، لم تكن تلفتني في القراءة الأولية، لأعيد القراءة مرات ومرات، وفي كل مرة أكتشف جديداً، عناوين وعناوين أعد منها ولا أحصيها، وكلها جوهرية مطلقة في مضمونها .
• إنه خطاب فصل و مقال ، وكيف لي أن أرتقي بتفكيري المتواضع إلى تحليل كلمة بحجم دستور.. ومنهج عمل.. وتشخيص واقع… توضيح سمات ومقاربة الماضي بالحاضر بالمستقبل والربط بينهم في السياق التاريخي لاجتراح الحلول مما علمتنا منه التجربة ” إن لم نحلل ولم نتعلم الدروس عما حصل في الماضي فسوف ننتقل إلى المستقبل زمنياً فقط. “…
” لا يمكن أن نقف اليوم ونحن نتحدث عن مرحلة قادمة ومرحلة مقبلة ونحن لم نحلل مراحل سابقة. “…
” وإذا لم نتعلم الدرس لا نستطيع أن ننطلق باتجاه المستقبل ونحن مطمئنون.”.
• أضاء سيادته على المشكلات الحياتية والمعاناة المعيشية، وبالمقابل طرح الحلول المناسبة ، ولم يكتف سيادته بتشخيص المرض بل قدم العلاج له : ” حل مشكلة الكهرباء هو أولوية لنا جميعاً.” التركيز على الاستثمارات في الطاقة البديلة لحل المشكلة.
طرح مشكلة الإجراءات التقليدية التي تفتح أبواب الفساد، وإغلاقها يتم بالتعاملات الإلكترونية والأتمتة: ” فأتمتة الخدمات وتقديمها إلكترونياً بالإضافة إلى إطلاق خدمة الدفع الإلكتروني هو جوهر تطوير الإجراءات.”.
” يمنع الفساد والهدر ويحقق العدالة وتكافؤ الفرص و يمنع الالتفاف على القوانين.”.
•الكلمة ارتكزت أيضاً على خطين عريضين متوازيين لرسم ملامح المرحلة المقبلة، هما: الأول بعث ” الأمل ” في النفوس وعدم الركون إلى اليأس والإحباط: ” نكافح الإحباط بالأمل”.
وفي مواضع أخرى قال:
– ” أن نؤمن بقدراتنا ولا نستسلم للأمر الواقع “.
– ” الأمور دائماً نسبية، و هذا لا يعني أن الأمور بخير، لكنه يعني أنها غير مستحيلة “.
-” الإيمان بقدراتنا هو ما نحتاجه اليوم لمواجهة الحرب الاقتصادية “.
-” الحرب والحصار لم يغلقوا الأبواب بشكل كلي، هي كانت مفتوحة، أغلقت جزئياً، نستطيع أن نمر منها، يكفي أن نعرف كيف نمر من هذه الأبواب.”.
• و الخط الثاني الذي ارتكزت عليه الكلمة “العمل ” والإنتاج :
– ” يجب أن يكون عنوان المرحلة القادمة هو زيادة الإنتاج ” والإنتاج لا يأتي بدون عمل منوها بمن أنجز مشروعه في أحلك الظروف.. :” بكل تأكيد هؤلاء الأشخاص لم يقضوا وقتهم على مواقع التواصل الاجتماعي يطلبون حلاً، هؤلاء نزلوا إلى الميدان، بحثوا عن حل، وجدوا الحل، أسسوا المنشأة وبدؤوا بالإنتاج “.
واهتم سيادته بموضوع تشجيع الاستثمار وأكد دور الدولة في دعمه:” ودور الدولة هو فتح الأبواب بشكل أوسع للاستثمار في كل المجالات.”.
وبالنتيجة اختصرت هذه العبارة أن من انتصر بالحرب سينتصر بالاقتصاد وسيتغلب على الحصار إذا توفرت الإرادة والتصميم :
” الشعب الذي خاض حرباَ ضروساً واسترد معظم أراضيه قادر على بناء اقتصاده وعلى تطوير ذاته بأصعب الظروف وبالإرادة والتصميم نفسهما.”.