بقلم محمد ماهر موقع
لم يكن خطابا تقليدياً كما هو حال خطابات الرؤساء في الدول الأخرى في بداية ولايتهم الرئاسية بل كان خطاباً سامياً بكل معانيه تخلله الجلال والبهاء والرفعة منذ لحظة وصول السيد الرئيس بشار الأسد إلى قصر الشعب مكان انعقاد مجلس الشعب لجلسته المخصصة لأداء القسم الدستوري مع بداية الولاية الرئاسية الجديدة ودخوله مع استعراض حرس الشرف ووجود الفرقة السيمفونية وصولاً إلى القاعة التي غصت بأطياف الشعب السوري إضافة إلى أعضاء مجلس الشعب فكان هذا المشهد تأكيداً على النصر الذي حققه الشعب السوري بوحدته ضد التجزئة والتقسيم التي سعى إليها أصحاب الحرب الكونية على سورية خدمة لمشاريعهم الاستعمارية والإرهابية في المنطقة. ولم يكن هذا المشهد الرائع والغني بتنوعه والمعبر عن الفسيفساء الجميلة التي تميز الواقع الوطني السوري غريباً بل كان تعبيراً حياً عن الوطن الذي دافع عن نفسه وانتصر وهزم القوى التي تآمرت على وحدته وتماسكه وتنوعه الذي تميزت به سورية وشعبها تاريخياً.
لقد عكس هذا المشهد قوة الوطن وتماسكه في الوقت الذي راهن أعداؤه على وحدته وفشلوا بسبب التحدي الذي أبداه الشعب في التعبير عن تمسكه بحق الوطن والدستور ورفضه التدخلات الخارجية بشؤونه وعدم قبوله الارتهان لمصلحة الأعداء والمتآمرين الذين أرادوا شرا بسورية وشعبها الأبي.
لقد كان السمو الوطني الذي أشار إليه السيد الرئيس في كلمته تكريساً لوحدة الوطن التي دافع عنها أبناؤه الشرفاء وقدموا الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ عليها، وهي بهذا المعنى تلخص التضحيات العظيمة التي بذلها أبناء الوطن على اختلاف انتماءاتهم السياسية والدينية والإثنية والمذهبية والاجتماعية في الدفاع عن وجودهم التاريخي الذي شكل أنموذجا فريدا في العيش المشترك والوحدة الوطنية التي ساهمت في تعزيز هذا السمو الذي شكل علامة فارقة خلال سنوات الحرب، فحافظت هذه الوحدة على الوطن والدولة ومؤسساتها وأكدت على مناعة الوطن أمام حالات التفتيت والتقسيم والتجزئة وأظهرت وحدة الشعب خلف دولته ودستوره وجيشه وقائده الذي كان الحارس الأمين لوحدة الأرض والشعب والمدافع عن حقوق الأمة، والذي لخص خلال رئاسته أعلى معاني السمو الوطني الذي نحتاجه في نضالنا لاستعادة حقوقنا غير المنقوصة وتحرير كامل تراب الوطن وإعادة بناء سورية المستقبل.