مخيم التوثيق الأثري ….. جولة استكشافية لاتحاد شبيبة الثورة والاطلاع على عمليات ترميم الجامع الأموي الكبير.

الجماهير_ أنطوان بصمه جي_ هنادي عيسى

تستمر نشاطات الملتقى الفكري للشباب الذي يقيمه فرع اتحاد شبيبة الثورة لليوم الرابع على التوالي ومن ضمنها مخيم التوثيق الأثري الذي يستمر بهدفه في توثيق الآثار للأماكن والأسواق الشعبية الكائنة في أحياء حلب القديمة وتعريف فئة الشباب بآثار مدينتهم، حيث شملت الجولة في يومها الرابع زيارة الجامع الأموي الكبير.
حيث تم تقديم المعلومات الأساسية عن تاريخ الجامع وعمليات التأهيل والترميم التي تنفذ حالياً وتقديم الشروحات للطلاب عن الجامع قبل وبعد التدمير الذي تعرض له خلال الحرب وعمليات الترميم الجارية وطريقة تنفيذ الترميم، إذ استمع الطلاب لشرح مفصل عن العمليات الهندسية التي يجرى اتباعها في الترميم وطرقها المتبعة وعن آلية وضع الأحجار وترقيمها من قبل مهندسين في مديرية الأثار والمتاحف واللجان الدارسة والمنفذة لمشروع الترميم.

وقال محمد دحدوح عضو قيادة فرع الشبيبة بحلب رئيس مكتب الإعداد وتنمية المهارات الشبابية لـ “الجماهير” إن مخيم التوثيق الأثري المقام حالياً من ضمن خطة فرع اتحاد الشبيبة للمحافظة هدفه ربط الفئة الشابة بتراث المدينة وتعزيز إمكانية عدم تخلي هذا الجيل عن وطنه والتمسك به، مشيراً إلى وجود أمور معنوية وعاطفية تربط الإنسان بأرضه ووطنه أكثر من الأمور المادية.
وأضاف دحدوح أن الزيارة جاءت لتعزيز الروابط والثوابت الوطنية والمحافظة على تعلق الأفراد بتراث بلدهم بدرجة عالية، ومن هنا تولدت فكرة مخيم التوثيق الأثري وقررنا كاتحاد شبيبة الثورة أن تكون فترته في فصل الصيف لاتساع الوقت ولتتمكن الشريحة التي نستهدفها من الاستفادة منه بشكل جيد، مبيناً أن المخيم بدأ يوم السبت الماضي وشملت الجولات في الأيام الماضية بعض الأسواق التراثية والمعالم المهمة وأيضا كي نوثق عمليات الترميم الجارية والاطلاع من المهندسين المختصين على الإجراءات التي تم اتخاذها في عمليات الترميم.
بدورها، المهندسة حلا حموية من مديرية الآثار والمتاحف والمشرفة على الأعمال الهندسية في الجامع قامت بتقديم المعلومات للطلاب وإطلاعهم على الأعمال الهندسية المتمثلة بترميم الجامع كاستبدال الأحجار التالفة وإعادة بنائها بالأحجار القديمة قدر المستطاع بعد قياس مقاومتها وتجهيز الحجارة وإعادتها إلى مكانها ثم معالجتها بموقعها، وكذلك الأمر بالنسبة للأعمدة والأساسات والأماكن المدمرة من الجدران والاطلاع على مقام النبي زكريا وعلى الفجوات والشظايا التي حصلت بصحن الجامع وكيف تمت عمليات الترميم من فرز للركام وتنظيف الموقع وفرز الأحجار الصالحة.
“الجماهير” استمرت في مواكبة هذه الجولات والتقت طلابا مشاركين في المخيم، إذ بينت الطالبة دعاء جاويش من رابطة عبد المنعم رياض أن الزيارة كانت بمثابة حملة استكشافية للاطلاع على تفاصل الجامع الأموي بما يحتويه من محاريب وصحن الجامع والمئذنة والزخارف المتواجدة في غالبية أعمدته، وتعرفت على تاريخه بعد بنائه على المدرسة الحلوية والتي كانت كنيسة في السابق وقد بناه سليمان بن عبد الملك ليضاهي به ما بناه شقيقه الوليد بن عبد الملك في جامع بني أمية الكبير في دمشق، وكذلك الاطلاع على الزخارف والنقوش التي تدل على ما يحمله من تراث قديم والاعتزاز به والحفاظ عليه وحمايته من التخريب أو التحريف.
وقال الطالب سليم ماردلي من رابطة زكي الأرسوزي أن الزيارة جاءت للتعرف على الجامع الأثري والحضارات التي عاصرته والحروب التي شهدها إذ يعود الفضل للملتقى الفكري الشبابي والزملاء المشاركين للتعرف على تفاصيل المكان رغم وجود معرفة صغيرة سابقة عن ماهية المكان وتم صقلها من خلال الجولة، ومعرفة قيمته الأثرية والتاريخية وهي تشكل ثروة بالنسبة لأهالي مدينة حلب على وجه الخصوص.
وأشارت الطالبة حلا عكون 12 عاماً من وحدة زكي الأرسوزي أن زيارة الجامع الأموي الكبير فرصة للتعرف على آثار مدينة حلب القديمة وهي الزيارة الأولى لها اكتسبت من خلالها معرفة تاريخه وبنائه والتجول بداخله، شاكرة أعضاء رابطة اتحاد شبيبة الثورة في مهامهم المتمثلة بتنمية فئة الشباب ثقافياً وفكرياً، وفي نهاية الجولة جرى حوار ونقاش مفتوح بين الطلاب المشاركين في الجولة والمهندسين الموجودين في الموقع وأجابوا عن أسئلة الطلاب.

الجدير بالذكر أن الملتقى الفكري شمل في يومه الأول زيارة متحف حلب الوطني والجولة الثانية لقلعة حلب بينما كانت الجولة الثالثة في حي الجديدة وبعض الدور الأثرية كدار (بيت غزالة وبيت آجق باش ) على أن تكون الجولات في الأيام القادمة تستهدف معرفة تاريخ أسواق حلب القديمة والبيمارستان ومحور باب قنسرين وزيارة الآثار في قرية العيس في ريف حلب الجنوبي يليها يوم حواري مفتوح لتبادل الآراء والمعلومات والفوائد التي حصل عليها الطلاب من تلك الجولات.

تصوير: هايك أورفليان

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
احتفالاً بيوم الطفل العالمي.... فعالية ثقافية توعوية  لجمعية سور الثقافية  جلسة حوارية ثانية: مقترحات لتعديل البيئة التشريعية للقطاع الاقتصادي ودعوة لتخفيف العقوبات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية الشاب محمد شحادة .... موهبه واعدة مسكونة بالتجارب الفنية تهدف لإنجاز لوحة لاتنتهي عند حدود الإطار ال... حلب تستعد لدورة 2025: انطلاق اختبارات الترشح لامتحانات الشهادة الثانوية العامة بصفة دراسة حرة خسارة صعبة لرجال سلتنا أمام البحرين في النافذة الثانية.. وصورة الانـ.ـقلاب الدراماتيكي لم تكتمل مساجد وبيوت وبيمارستان حلب... تشكل تجسيداً لجماليات الأوابد الأثرية على طريقة أيام زمان ... معرض 1500 كيلو واط يعود إلى عصر" النملية " في عرض منتجات الطاهية السورية تعبير نبيل عن التضامن : شحنة مساعدات إنسانية من حلب إلى اللاذقية دعماً للمتضررين من الحرائق مؤسسة الأعلاف تحدد سعر شراء الذرة الصفراء من الفلاحين وموعد البدء بالتسويق