بقلم الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكة
رأيت العلم صاحبه كريمٌ
ولو ولدته آباءُ لئامُ
وليس يزال يرفعه إلى أن
يُعظّم أمره القوم الكرامُ
هاهي فرصة جديدة من فُرص الحياة وساحة واسعة من ساحات الابداع تفتح ذراعيها لأبنائنا الطلبة، ليستأنف الناجحون نجاحاتهم ويُعيد المقصرون ترتيب أولوياتهم ليتمكنوا من إثبات جدارتهم في هذه الحياة، فبالعزيمة والإرادة ومواصلة الجهد والاجتهاد ومتابعة الدروس ومراجعتها والتركيز أثناء الحصص الدرسية سوف يحصّلون ما فاتهم.
ُفي بدايةِ العام الدراسي الجديد، يستعدّ الطلبة والمعلمون وأولياءُ الأمور للضلوع بمسؤولياتهم رغم المعاناة في وطننا العظيم.
وإنها لمسؤولية عظيمة تلك التي يحملها بُناة الأجيال ويشاركهم بها الآباء والأمهات من خلال المتابعة المستمرة لأبنائنا الطلبة في المدرسة وفي البيت.
لقد أتى وقت الدراسة والاجتهاد لنبني فكراً نيراً من خلال التحصيل العلمي وتحقيق النجاحات .
إنه عام دراسي جديد نريد فيه من طلابنا الانطلاق نحو التفوّق والعلا، نحو العلم والعمل والبناء.
فبقدر ما تكون البدايات قوية بقدر ما تكون النهايات مرضية، وكما يقول ابن عطاء السكندري رحمه الله في حكمه “من كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة.”
وإن من أكبر مقومات التفوّق هو البداية الصحيحة والقويّة بتنظيم الوقت وبذل الطاقات في سبيل التحصيل العلمي.
إنه عام دراسي جديد يتجه فيه أبناءنا الطلبة لتحصيل العلم، وهذا من أعظم القُرُبات والطاعات لله تعالى لذلك فقد حث نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم على طلب العلم حيث قال: (من سلك طريقا يلتمسُ فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم بما يصنع).
لنجتهد في تحصيل العلم الذي يضعُ المرء في مساره الإنساني الصحيح ويجعل منه طاقة قويةً خلّاقة خيرة لجميع الكون.
وأخيراً لعل أهم وصية لأبنائنا الطلبة في بداية الدراسة أنْ نتعاون مع إدارة المدرسة في كل ما فيه مصلحتنا، فنحترم الأنظمة المدرسية ونحافظ على مرافق المدرسة ونُقدّر مدرسينا غاية التقدير فهم الذين يرشدونا إلى خير الدنيا والآخرة وقد حملوا على عاتقهم مهمّة تعليمنا وتربيتنا وما أعظمها من مهمة.
وكم رددنا سابقاً أبيات أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله:
قم للمعلم وفّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
أرأيت أعظم أو أجلّ من الذي
يبني وينشئ أنفساً وعقولا
في بداية العام ليكن أبناءنا الطلبة عند حسنِ ظنّ الآباء والمعلمون، ولينهلوا من معين العلم ليرتقوا إلى مرضاة ربنا وحضارة مجتمعنا وصلاح حياتنا، ورِفعة وطننا.