الإعلام الوطني ودوره في التصدي للتضليل الإعلامي في ندوة للنادي العربي الفلسطيني

الجماهير – عتاب ضويحي

تناولت الندوة التي أقامها النادي العربي الفلسطيني واتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين بمقر النادي أمس، الحديث عن الإعلام الوطني ودوره في التصدي للتضليل الإعلامي، بمشاركة الإعلاميين عبد الكريم عبيد رئيس فرع اتحاد الصحفيين ومدير المركز الإذاعي والتلفزيوني بحلب وسعد الراشد رئيس تحرير صحيفة الجماهير.
وإجابة عن سؤال “كيف واجه الإعلام الوطني التضليل الإعلامي؟ تطرق عبيد إلى الضخ الإعلامي الكبير الذي حاول القائمون على وسائله متجردين من الحيادية الإعلامية خلق التضليل وتوجيه الرأي العام نحو أفكارهم وسياستهم وتزييف حقيقة مايجري في سورية وتبرير الحرب الظالمة عليها،والمخطط لها مسبقاً، وطرح مصطلحات أبعد ماتكون عن الواقع” الربيع العربي” وتصوير المجاميع الإر*هابية على أنها ثورة الشعب السوري،
أمام كل هذا والكلام للمحاضر استطاع الإعلام الوطني مواجهته بالالتزام والالتصاق بالواقع ونقل الصورة الحقيقية من الميدان، وتواجده في الساحات الأكثر سخونة لنقل الحقيقة ودحض الأكاذيب،ماجعل قنوات ووسائل الإعلام عرضة للتشويش ومحاولة لإسكاتها بشتى الطرق وخروجها عن مسار إيصال الحقيقة وكشف التضليل.
وقد أكد المحاضر على خطورة سلاح الإعلام ودوره في خلق رأي عام وقناعات تخدم هذه القضية أو تلك.
بينما تحدث الراشد عن مفهوم التضليل الإعلامي كما يراه الباحثون ويعني تزويد وسائل الإعلام بمعلومات كاذبة لا تخلو من مزج واضح بين الواقع والأكاذيب، يتفاجأ المتلقي عند تلقيها ويصعب عليه معرفة الحقيقة من التضليل.

وللتضليل أهدافه فإلى جانب التعتيم على الأخبار الحقيقية وتهميش القضايا المهمة وصرف اهتمام الجماهير عنها، ذكر الراشد أهدافاً أكثر عمقاً كما أوردها المختصون ومنها “السلبية الفردية ومن ثم الجماعية وهي أهم أهداف التضليل، إضافة لتفريغ الانفعالات وتوجيه الثقافة.
واستشهد المحاضر بأمثلة وصور للتضليل الإعلامي في الحرب على سورية إذ كان الإعلام ركيزة أساسية فيها، وتمثلت في بناء المجسمات العمرانية في دولة قطر تشبه مباني معينة في سورية لتعطي انطباعاً أن الأحداث تجري في سورية لإثارة الرأي العام، واتهام الجيش العربي السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية، وعرض مشاهد لأطفال مرميين في الشوارع إلى جانب نشر فيديو بعنوان “طفل سوري ينقذ شقيقته” لإثارة الرأي العام، سرعان ما انكشفت فبركته من قبل المخرج النرويجي لارس كليفيرج.
وعن كيفية مواجهة التضليل الإعلامي ذكر الراشد مجموعة من المقترحات تلخصت في بيان خطورة التكفير الظلامي والاستعانة بعلماء الدين ، التأكيد على القنوات الفضائية الوطنية، إقامة المؤتمرات العلمية ونشر الدراسات والكتب التي تقدم الأفكار البديلة، إقامة حملات التوعية وإنتاج مناعة إعلامية مضادة تعتمد على بناء الإنسان أخلاقياً وعقائدياً، إيجاد مناهج تربوية تتماشى مع التطور الإعلامي وتدريس مادة التربية الإعلامية وضرورة إشراك منظمات المجتمع المحلي ومراكز البحوث ونشر ثقافة الاعتدال والتنوير.
مؤكداً على عدم التهاون بهذا الجانب فالكثير من الحروب كانت نتاجاً إعلامياً.
هذا وقد شارك الحضور بالندوة من خلال طرح جملة من الأفكار والتساؤلات التي أغنت الندوة، متمنين تكرار إقامة مثل هذه الندوات والمحاضرات .
أدار الندوة الشاعر الفلسطيني محمود علي السعيد.
تصوير – هايك أورفليان

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار