بين السعادة والألم!

بقلم بيانكا ماضيّة

لا تملك حين تستعيد بعض المواقف السارّة في حياتك إلا أن تبتسم، تضحك، حين كانت السعادة تعبر لحظات، فتخال أن هذه السعادة ستنسحب على أيام أخرى، ولكن هذه السعادة لابد من أن يعقبها تعاسة ما أو حزن ما أو ألم، وتخال هنا أيضاً أن هذه الآلام ستمتد بحيث أنك ستسعى جاهداً للتخلص منها؛ لتعيش سعادة أخرى..فلا السعادة تدوم، ولا الحزن يدوم هو الآخر..
ولكن أكثر الأمور راحة للنفس هي تلك السكينة التي تمتلئ بها، لتشعر وكأن العالم أهداك إياها في سبيل أن تلقي عن كاهلك كل ماهو مؤلم..
يخال البعض أن السعادة تتعلق بالمال أو بالأشخاص أو بامتلاك أمور معيّنة، وهم بهذا يربطون مفهوم السعادة بالمادّيات، إلا أن السعادة حالة عقلية تتعلَّق بك أنت فقط ويمكنك أن تبلغها بعدد من الأمور البسيطة والتي قد لا تتوقعها..
اتفق معظم الباحثين على “أن السعادة مجموعة من المؤشرات السلوكية التي تدل على توفر حالة من الرضا العام لدى الفرد وسعيه بشكل مستمر لتحقيق أهدافه الشخصية في إطار حفاظه على العلاقات الاجتماعية الإيجابية مع الآخرين”. ولكن لكي نكون سعداء علينا التحلي بالإيجابية وتقدير قيمة مانملك، والعطاء أكثر من الأخذ، وتحديد أهدافنا في هذه الحياة، وعيش اللحظة الراهنة.
ونستطيع أن نتفق على أن السعادة الحقيقية تكمن في سكينة النفس –كما أشرنا سابقاً- وقناعتنا بمانملك من نِعم، لأن السعادة الدائمة ماهي إلا وهم وخيال، فنحن الذين نصنعها بأيدينا حين نبحث عنها في أدق التفاصيل في حياتنا، تلك التفاصيل التي قد لاننتبه لوجودها ولكنها تحمل لنا الكثير من المتعة والسعادة.
إن السعادة الحقيقية تبدأ من داخلنا، إنها ليست حلماً بعيد المنال، إنها موجودة في داخلنا، تأتي من الطريقة التي ننظر بها إلى الحياة، ومن الطريقة التي نسلكها فيها، لذلك هي قناعة، ومن يمتلك هذه القناعة يعيش سعيداً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار