· بقلم || عبد الكريم عبيد
التسويات والمصالحات التي ترعاها الدولة وتنفذها في درعا تسير بالاتجاه الصحيح وعلى السكة التي رسمت لها بالتمام , إذ أنّ أهم البقع التي كان يتحصن بها الإرهاب وقادته دخلت في مصالحات مع الدولة وسوت الوضع القانوني لها وسلمت اسلحتها وعادت إلى حضن الوطن لتمارس حياتها المعتادة قبل الأزمة , وهذا النموذج الذي اثبت جدواه سيطبق بالتأكيد في غير بقعة على أرض الوطن ونجاحه في إدلب الخضراء التي ستعود بهمة رجال الجيش وهذا الشعب والقائد المقدام الذي رفض كل الضغوط والمساومات وقاد السفينة إلى بر الأمان .
في الوقت الذي تجري فيه مصالحات هامة في درعا اعادت الأمن والاستقرار إلى ربوعها …..تتجه عيون الجيش والقيادة والشعب السوري وأهالي ادلب الشرفاء إلى الشمال السوري حيث الخيرات والجمال .
إذ الجيش يعلن عن جاهزية وحشود وتعزيزات مؤللة في رسالة حاسمة إلى كل من تسول له نفسه أن يشكك بقدرات الدولة والجيش على حسم المعركة سواء بالمصالحات كالتي تجري في درعا أو بالحسم العسكري حيث الجيش على أهبة الاستعداد .
في رسالة واضحة وصريحة أنّ الدولة عازمة وحاسمة أمرها وخياراتها متعددة …
وما يجري من قصف طيران مركز على مواقع الإرهاب في جبل الزاوية وبينين واحراش كباني وجبل الشيخ بركات حيث مقر قيادة العمليات ومراكز الأسلحة ومراكز التدريب والدعم اللوجستي يشي وبشكل لا يقبل الجدل أن ساعة الحسم آتية طال الزمن أو قصر ….
ولو أن الدولة السورية لديها الخيار الأهم ألا وهو المصالحات حفاظاً على دماء السوريين على شاكلة تلك التي تحدث الآن في درعا ….. حيث تسير الأمور بشكل ميسر وسلس .
والسؤال الذي يطرح الآن …..
هؤلاء الذين يتخذون من محافظة ادلب السورية حصناً ألا يرون ما الذي يحدث حولهم من تغير في الظروف والمناخات السياسية والعلاقات الدولية حيث تنشأ تحالفات وتباع أخرى والخاسر هو السوري الذي يستثمر في معاناته أردوغان وحتى الأوربي والذي صار ورقة ابتزاز بيد اصحاب القرار الدولي .
كذلك الأمر في عفرين وعين العرب وجرابلس والجزيرة السورية ذات الأمر ينطبق عليهم إذ أنّ الامريكي تاريخياً معروف عنه أن يتاجر في معاناة حلفائه ثم يرميهم في مهب الريح على مبدأ ” دبر حالك والسياسة مصالح” .
نأمل أن يعرف السوريون مصلحتهم الحقيقية ويرفضون وضع يدهم في يد التركي والأمريكي والغربي الذي يستثمر في معاناتهم .
والمستقبل سيكشف كل ذلك …. حيث أن بوادره تلوح بالأفق .