بقلم محمود جنيد
عندما ألصقت صفة “الذكية” بتلك البطاقة “المصوفرة”، كان في ذلك الكثير من القصور في التحري التوصيفي، فبكل بساطة أظهرها دهاء المارقين عليها ممن لا يشغلون ذكاءهم الصنعي إلا بالفساد والمفاسد.
وبينما يطول انتظار المواطن للرسالة العجيبة شهورا ، نجد السوق السوداء تنتعش بما حبس في ” داتا” الدور الرقمي من مواد الغاز والبنزين والمازوت و الخبز .
الملاحظ من خلال التقصي و البحث في خلفيات ما سبق ذكره، بأن هناك ثلاث أنماط لاستثمار البطاقة الذكية، الأول يمثله أشخاص انتهازيين يستخدمون بطاقات من رحلوا من أقارب و أصدقاء في استجرار غير مشروع للمخصصات و المواد، وهذا ما يبرر طول المدة الزمنية بين الرسالة و الرسالة، واستمرار ظاهرة بيع /الخبز في السوق السوداء ( عشرة أرغفة بألف ل.س)، كذلك الغاز بين (70 -75-80) ألفاً حسب الوزن وهذا يبدأ من ( 21 حتى 28) كغ للقائمين عليها ، وحتى المازوت المنزلي، و المواد التموينية التي لم يشم الكثير رائحتها منذ أن نزلت على خانة البطاقة الذكية.
أما النموذج الثاني فهو تبادلي للمنافع وهذا يظهر في مثال الخبز تحديداً ( خبزك يصل لباب بيتك دون وقفة طويلة على الطوابير، مقابل المحاصصة بالكمية) وذلك للعائلات التي لا تكفيها مخصصات الخبز .
أما المثال الثالث فهو من الفقراء ما يبيع بعضهم مخصصاته من الخبز و الغاز ليعتاشوا من قيمتها، مع التأكيد على أن تلك النماذج رصدناها على أرض الواقع، و اللافت بالأمر بأن البعض وتبريراً لمخالفته بالاتجار المواد المدرجة على البطاقة الذكية في السوق السوداء و بأسعار مرتفعة وعند سؤاله من أين لك هذا، يؤكد بأنها من مخصصات بطاقات لأقارب أو أصدقاء له مسافرين خارج البلد. !!
“وخذوا من هالجبن العزيزي وسيّخوا” يا أصحاب الشأن الكرام..! عنجد وهذه سنقولها أيضاً بالعامية ” لاقولنا حل” لأن الشعب ” انحل ” .