بقلم// محمود جنيد
سأبدأ من القفلة، ولب القول فيها هو نصيحة أو لنقل توصية تفيد بضرورة إضافة بند الحذر من سماسرة كـ.ـورونـ.ـا إلى الاجراءات الاحترازية من ذلك الفيروس المتحور اللعين الذي هناك من يستثمر تفشي آفته بطريقة تضاهي خبثه و خطره، كما كان حالنا مع أزمة الحرب التي ركب موجتها فئة ضالة “تجار الأزمة” استثمرت في أوجاعنا لتكتنز ثروات غير مشروعة ملطخة بمعاناتنا وآهاتنا .!!
وفي التفاصيل:
أشخاص يروجون لأنفسهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، وبالتكافل السلبي مع أجنحتهم، على أنهم أشبه بالعيادات المتنقلة المتخصصة بتقيديم الاستشارات العلاجية من ” كوفيد 19″، تتصل بأحدهم فيأتيك إلى منزل المريض بعد أن يوحي لك بانشغاله بحالات مماثلة، ويضربك ألف منيّة بأنه مالحك واستجاب لاستغاثة ملهوف، أتى به (المهلوف للممرض) كنوع من الاستزادة بالاطمئنان على مريضه رغم استشارة طبيب قبلها.!
يقيس(الممرض الخبير كـ.ـورونـ.ـا ) الضغط ومستوى الأكسجة، ويطلع على صور الأشعة الخاصة بالرئتين، كذلك التحاليل والأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، مجيباً على التساؤلات التي يطرحها أهل المريض المتوجسين ريبة تقودها العاطفة والخوف من مجهول وضع مريضهم، على طريقة الدجالين الغامضة التي تزيد من اضطرابهم وتوجسهم، فيطبخهم هنا في المرحلة الأولى على نار هادئة ليمهد الطريق إلى ابتزازهم، ويطلب منهم الحديث على جنب بعيداً عن مسامع المريض: الوضع غير مطمئن ويحتاج إلى تدخل طبيب، ويذكر اسم معين من ذوي الكفاءة المشهودة، مردفاً بأن المشكلة بأن ذلك الطبيب لا يقبل فحص المريض في المنزل، ويعطيك اسم البديل المستعد للمهمة.. يكلمه على الجوال بعد أن يفتح “سبيكر” يشرح له الوضع ويطلعه على تفاصيل التحاليل والصور والأدوية وما الى ذلك ونسبة الأكسجة والضغط ووووو، فيصرح الطبيب بخطورة الوضع رغم ان التحسن الذي يبدو ملموساً بالنسبة لذوي المريض بعد عشرة أيام على الحالة التي من المفترض أن تدخل بحالة الاستشفاء، ويعرب عن استعداده للحضور في الصباح الباكر وقبل صدور نتائج التحاليل التي طلبها صنوه الممرض الجوال، لأن الحالة صعبة ويجب الاطلاع عليها للضرورة الملحة، وذلك رغم انشغاله ..ويشدد على ضرورة حضوره صباحاً لأنه لن يفرغ من مرضاه “المتلتلين” الأخرين قبل المساء، من وازع الانسانية.!!
قبل ذلك يكون الممرض الجوال وضع أهل المريض بين المطرقة والسندان مؤكداً بدوره على أحد أمرين، إما نقل المريض إلى مشفى يرشحه لضمان الرعاية الانقاذية الصحية المناسبة حيث يتوفر الاوكسجين دون التعرض لخطر انقطاعه (وهذه مشكلة أخرى)، أو متابعة الحالة بشكل يومي في المنزل من قبله علماً بأن “كشفيته” تصل الى عشرة آلاف ل.س، ويعود هنا للتأكيد على خطورة وضع المريض ليضغط ذويه ويضمن اتخاذهم أحد الخيارات التي تناسب خطته المحبوكة بالتواطؤ مع شريكه الطبيب الذي يحدثه على مكبر صوت الهاتف المحمول عن حالات انسانية لفقراء هاودهم بالأسعار..!
بعد تلك “البروبغاندا” يكون أهل المريض وقعوا في الفخ ومن فورهم اتصلوا بالطبيب وشكروا انسانيته لقبوله متابعة حالة المريض في منزله مقابل 25 الف ل.س للزيارة الواحدة، تذهب نسبة منها للممرض الجوال.. (مابحطهم برقبتي) !!
ولذلك وجب التنويه واتخاذ الاجراءات الاحترازية من هذه النماذج، وقبلها التنبه لضرورة التعامل مع خطورة الفايروس المتحور بصورة جدية، وأخذ اجراءات الحيطة والأمان في وسائل النقل الجماعي، وأماكن التجمعات، وسواها، فدرهم وقاية خير من “خزعبلات” سمسار .