الجماهير – عتاب ضويحي
خلال تواجدنا في إحدى الفعاليات لغرض التغطية الإعلامية، كانت التجهيزات على أكملها… زينة وإنارة وشموع اصطناعية وموسيقا مرافقة للحدث، ولكن حدث مالم يكن في الحسبان، فقبل وصول الوفد المسؤول بدقائق انقطع التيار الكهربائي على حين غفلة، هنا عم الصمت المكان وارتسمت على المعنيين بالفعالية علامات الدهشة كما المسلسلات الهندية، تجمدت حدقة العين، فتحت الأفواه، وشحب لون الوجه، لكن سرعان ما خرجوا من دهشتهم وبدأت الاتصالات الهاتفية إلى الجهة المعنية بتوصيل التيار الكهربائي، وبدأت السجالات واللغو واللغط، وقامت الدنيا ولم تقعد، لأنه بالفعل وصل المسؤول وحضر الفعالية بدون إضاءة واعتمدوا على إنارة “الموبايل”.
ما دار في ذهني حينها لماذا هذه الجلبة والاستغراب من انقطاع التيار الكهربائي؟ ، هل المسؤول من خارج كوكبنا ليتفاجأ بعدم وجود الكهرباء؟ لماذا يجب أن تقام الفعاليات بأجمل صورة وأبهى حُلة بشكل يناقض الواقع؟
أخذتني ال “لماذا” لعالم واسع من التساؤلات غرقت بها وشطح خيالي كثيراً وكثيراً، إلى أن تنبهت على صوت أحدهم عندما قال مبرراً للمسؤول إن سبب انقطاع التيار الكهربائي ليس بسبب عطل فني طارئ، إنما نزول القاطع هو الذي أفسد كل الترتيبات والتحضيرات، ليخذلهم القاطع ، عندها فقط تبادر إلى مسمعي صوت ابن جيراننا الصغير وهو يغرد يومياً على مدار الساعة وتمنيت لو أنه كان موجوداً ساعتها ليحل المشكلة بقوله : ” عمو عمو زكاتك ارفع القاطع “….!