بقلم // محمود جنيد
عندما نعلم بأن تكلفة الليلة الواحدة لمريض كورونا في المشفى الخاص 700 ألف ل.س حسب مصدر طبي، فإن تلك الرشقة التي تتبعها الشهقة من هول الصدمة، كفيلة بأن نواصل الحديث عن طالع برج “كوفيد 19” الذي أضاف نفسه برغم أنوفنا كبرج فيروسي على الأبراج الترابية والهوائية، ويا ما حلى برجي “الثور” أمام الملعون “كوفي ناينتين” ..!
ومن خلال الحسابات “الفلكواقعية”، نجد بأن الحرب البيولوجية وسلاحها الأخطر “كورونا” وبأقل التكاليف، أتت بنتائج أشد تأثيراً وأوسع نطاقاً وضرراً على المستوى المادي والنفسي والصحي والجسدي، من الحرب العسكرية التي لم تجد نفعاً مع سورية لتخرج منها منتصبة القامة واقفة على قدميها ومستعدة لاستكمال عملية التطهير لتشمل كل شبر من تراب الوطن.
لا نريد أن نخلط الأشياء ببعضها، لكن الفاتورة الكورونية كبرت كثيراً بوجود سلطة الفساد التي تقودها النفوس الأمارة بالسوء، و الأنا العليا الفاسدة، التي تستثمر بآلام ومعاناة البشر وبعدها الطوفان، إذا ما علمنا بأن بعض الأدوية التي يتحكم بأسعارها وطريقة توزيعها “تجار كـ.ـورونـ.ـا” وكما أكد لنا أحد الأطباء، “الكليكسان” على سبيل المثال وهي إبر مميّع تحت الجلد، يتراوح سعره بين 35 -45 ألف ل.س
والازيترومايسين “حب التهاب” يغيب ويحضر مثل طلة القمر ، وعندما يتوفر بالواسطة يترتب معه شراء فيتامين لترتفع فاتورته من 1600 ل.س الى 3500 ل.س، وقس على ذلك بالنسبة للأدوية، بينما يتكدس المرضى في ممرات المشافي العامة دون قدرة استيعابية للحالات المتزايدة في ظل الاهمال واللامبالاة بتطبيق الاجراءات الاحترازية من جهة، وعجز المواطن عن تأمين تكاليف العلاج الخيالية المنزلية من الأدوية واسطوانات الأوكسجين وسواها، إذ تصل قيمة الوصفة الواحدة الى ربع مليون ل.س، في حين ترفض المشافي الخاصة وكما أفاد طبيب آخر استقبال مرضى بحاجة “للمنفسة”ولو لمدة نصف ساعة، قد تكون فارقة بين الحياة والموت، ليقضي كثر بسبب عدم القدرة على تأمين تكاليف العلاج التي تكسر ظهر الغني، فما بالك بالفقير المعتر الذي لا يملك قوت يومه بالكفاف.
الطبيب نفسه أكد لنا بأنه لن يرسل أي من مرضاه إلى المشفى مهما كانت خطورة حالته، لأنه سيتجرع الذل بدل تلقي العلاج، هذا اذا امتلك 1% من تكاليفه الجنونية التي سعّرها ذئاب الأزمات، وأضاف الطبيب: رحمة الله أوسع وهي من تشملنا بالرعاية ولولاها لكان الحال الوبائي كارثي بصورة تاريخية، وزاد: قد يحتمل المواطن عدم وجود أمبير أو غاز، لكن ماذا عن الهواء “الأوكسجين” المعلب بالأسطوانات أو أجهزة المنافس!!
تباً لها من حرب بيولوجية شيطانية ..وتباً لشياطين الأنس تجار الموت..!!