استدارة المهزوم

بقلم المحامي سمير نجيب

منذ ما يسمى بالربيع العربي تكالبت قوى العدوان للنيل من سورية موقفاً وجغرافية الا إن صمودها وانتصاراتها الميدانية أثمرت سياسيا فبالأشهر الأخيرة شهدت المنطقة تطورات سياسية متسارعة انعكست ايجاباً لمصلحة سورية أولها الاقرار من معظم النظام الرسمي العربي بشرعية الحكومة السورية والذي سعى هذا النظام خلال سنوات العدوان لنزع الشرعية عن الحكومة السورية وثانياً بدء مؤشرات فك الحصار اقتصاديا وبالتالي فشل قانون قيصر الامريكي بالوصول الى اهدافه بإخضاع الشعب السوري وتسليمه لرؤيته العدوانية..
فمنذ القمة الروسية السورية الاخيرة التي جمعت الرئيسين بوتين والأسد وما تلاها من زيارات لوزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف لعدد من دول المنطقة وقمة بوتين اردوغان والتي حددت اولويات روسيا بسورية وهي محاربة الارهاب وتطهير كل الجغرافية السورية من الارهابيين كانت رسالة واضحة ادرك اردوغان معناها وابعادها ..اضافة للحراك الوزاري لعدد من الدول العربية ومنه اللقاء الذي جمع وزراء الطاقة لكل من سورية ومصر والاردن ولبنان بخصوص مناقشة اعادة تشغيل وضخ خط الغاز المصري ليصل الى لبنان مرورا بالأردن وسورية مما سينعكس ايجابا لمصلحة سورية.. و تسارع تطور العلاقات السورية الاردنية فإضافة الى الاجتماع الوزاري الرباعي المذكور كانت زيارة وزير الدفاع السوري العماد علي ايوب الى عمان يوم 19/9/ تلاها زيارة وفد وزراي سوري يوم 27/9. الى عمان لمناقشة قضايا تخص البلدين والتي اثمرت بفتح الحدود الاردنية – السورية وتوجت هذه العلاقة بالاتصال الهاتفي الذي اجراه السيد الرئيس بشار الأسد يوم 3/10’بجلالة الملك الاردني عبد الله الثاني ليؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين التي شهدت سابقا تأزما كبيرا نتيجة انحياز الاردن لقوى العدوان ضد سوريا ..اضف الى ذلك نجاح الدبلوماسية السورية ممثلة بالسيد وزير الخارجية فيصل المقداد بلقاءاته المثمرة التي انعقدت مع عدد من وزراء دول المنطقة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت الاسبوع المنصرم ..كل ذلك فتح الآفاق لعودة سوريا لمكانتها الطبيعة كقائدة للعمل العربي مما يمهد الطريق لعودتها شامخة الى جامعة الدول العربية بعد ان اقر وسلم معظم النظام الرسمي العربي بانتصارها على قوى العدوان التي بدأت بالاستدارة تجاه دمشق اقرارا منها بفشل مشروعها العدواني لتعود سوريا قوية موحدة بموقفها الوطني والقومي الداعم لقضايا الأمة وبالمقدمة منها قضية فلسطين وكلنا ثقة بأن الايام القادمة بفضل بسالة الجيش وصمود الشعب وحكمة وشجاعة السيد الرئيس بشار الأسد ستشهد انفراجات سياسية كبيرة ستنعكس اقتصاديا بشكل مباشر على الشارع السوري الذي تحمل وصبر وصمد فانتصر….

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار