بقلم : عبـد الخالق قلعه جي
بداية أود الاعتراف أنني ترددت كثيراً في إختياري الأول للمادة التي سأطل عبرها على قرائنا الأعزاء لصحيفة الجماهير العريقة .
الكثير الكثير من العناوين تقافزت إلى ذهني المثقل بتفاصيل حياة ، اعترتها هواجس وهموم ، وآمال عريضات حملتها نفوس كبار .. تعبت في مرادها الأجسام .
مابين الأولى والثانية ، يمضي قطار أيام ، مازالت أشرعة سفنها تتماوج ..
تجري الرياح أم بمشيئة الملاح .
في بعض دور السينما بشارع بارون في حلب ، كنا نقرأ عبارة العرض متواصل .. وهذا يعني أن جمهور هذه الصالة يستطيع متابعة الفيلم أو مجموعة الأفلام ( القديمة طبعاً ) عدداً من المرات يومياً وعلى مدار الأسبوع ، إلى أن تبدأ عروض أخرى .
شارع بارون هذا ، هو أحد أقدم شوارع حلب ، يقوم في بدايته فندق بارون الشهير الذي يعود إلى عام ألف وتسعمئة وأحد عشر ، ويقول في سجلاته أنه استضاف عدداً كبيراً من الشخصيات العربية والعالمية الهامة التي زارت حلب .
فنادق أخرى يحتضنها هذا الشارع أيضاً ، وفعاليات مختلفة أضحت من معالمه الراسخة في الذاكرة الحلبية ومن يشأ أن يفتح نوافذها .. محل لبيع الأدوات الموسيقية ، وآخر للساعات .. مركز فتحي محمد للفنون التشكيلية ومقر فرع اتحاد الكتاب العرب .
آردو المصور ، ولعله الأقدم في مدينة حلب وقبله يساراً مطعم للفلافل واستراحة للمرطبات ومكاتب للسفر ودور للسينما على الطرف المقابل للشارع حتى نهايته عند سينما فؤاد أمام الشارة الضوئية .
سألملمها أكثر .. تلك الأفكار التي انسربت مني اليوم ، أو لعلي استأذنتها وأنا اجتاز ممر المشاة مع لون السماح لأكون في منطقة العبارة وأحط الرحال زائراً وضيفاً على مدارج صحيفة الجماهير .. شاكراً دعوتهم النبيلة.
ايقاعات متآلفة متنافرة ..
وأصوات من بعيد ،
وإلى البعيد ..
ريشة وتر وقوس كمان ،
وأوراق رزنامة تقول
بالمحبة والنور ، ومواعيد ..
سنكون معها للغد الأجمل لهذا الوطن إن شاء الله .