” الضاد ” ببالغ الحزن .!؟

 

بقلم || حميدي هلال

مجلة ” الضاد ” الحلبية ” المعمرة ” تطوي صفحاتها وتودعنا عن عمر ناهز التسعين عاماً ، فمن يعزي .؟؟ ومن يتقبل العزاء ؟؟

عندما يموت مشروع ثقافي ، بحجم مجلة ” الضاد ” منارة الآداب والعلوم والفنون ، بما تعنيه من ذاكرة حلب الحية وجزء مهم من تراثها اللامادي فلا عاشت من بعدها المشاريع الهابطة من أشباه الثقافة والفنون والمسرحيات التي يصرف عليها أرقام هائلة من الأموال ..؟!

زارني أمس الصديق الاعلامي عمر المدرس من أهم ما تبقى من هيئة تحريرها واستفضنا في الحديث حول ضرورة استمرار صدور المجلة لأهميتها الثقافية ولرمزيتها بالنسبة لأهالي حلب وخاصة النخبة الثقافية ، ووعدني بنقل مقترحاتي الى أبناء المرحوم حلاق .

تداولنا عدة أفكار ربما تعيد الروح الى تلك المجلة وتستنهضها من جديد ، تمنيت على وزارة الثقافة أن تتبنى دعم المجلة ولو بإصدار شهري أو على الأقل فصلي ، وتعتبرها مشروعاً من مشاريعها في دعم الثقافة وخاصة بحلب .

واقترحت حلاً آخر بتحويلها الى موقع الكتروني يمكن أن يكون بديلا عن الطباعة الورقية وتخفيف تكاليفها ، وإعادة انتاجها من جديد بروح اعلامي عصري يواكب المتغيرات الثقافية ويرصد المنابر ، ويستقطب الثقات في الادب والفن ، على أن يتم تشكيل كادر تحرير متخصص في الاعلام لتغطية النشاطات الثقافية بحلب بكل أنواعها وتفريعاتها ، واستقطاب كتاب من النخبة بحلب وأنا متيقن أنهم سيكتبون بلا مقابل مادي ولو الى حين ، وفي الحقيقة معظم كتاب المجلة قبيل توقفها يكتبون بلا أجر .

المرحوم عبد الله يوركي حلاق وهو علم من أعلام حلب في الصحافة والأدب أسس المجلة عام 1931 ، وهي غنية عن التعريف بما استقطبته من أدباء المهجر والوطن العربي ، وعلى صفحاتها نشر الدكتور عبد السلام العجيلي والأسدي وأبو ريشة وسامي الكيالي وبدوي الجبل وخليل هنداوي وفاضل السباعي وغيرهم من أدباء ومفكري سورية.‏

وبعد وفاة مؤسسها جهد من بعده في متابعة إصدارها ابنه الصديق رياض عبد الله حلاق ، حتى في خضم سنوات الحرب لم تتوقف عن الصدور ، لكنها اليوم توقفت كغيرها من المشاريع نتيجة التكاليف المادية الباهظة لطباعتها .

أضع هذه اللفتة برسم كل الجهات الوطنية التي يمكن أن تساعد في دعم مشروع إعادة الحياة الى مجلة الضاد ، بشرط أن تحافظ على روحها ولا يتم استغلال اسمها وتحويلها الى مشروع يخدم الجهة الداعمة ليمارس عليها نظام وصاية أو انتداب أو شكل من أشكال التسلط الثقافي والتجاري والاعلاني .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار