بقلم محمود جنيد
نعم أصبت؛ وعدت بها أدراجي إلى أرض وطني الحبيب، راجياً من المولى عز وجل أن تعم.!!
تتمنى لنا أذية العدوى ؟ “هاد اللي طلع معك ” ؟! وتقولها بالفم المليان يالها من مفسدة أخلاق ..وشر ما أتيت به وليتك لم تتنطعه..قد يقول قائل؟!!
أما تفسير ذلك اللغو بكل بساطة، هو أنني حرصت على التقيد ومن باب الحرص الذاتي على ارتداء الكمامة وهي أحد قواعد الوقاية من خطر الاصابة بكـ.ـوفيد 19، من مبدأ لاضرر ولا ضرار رغم أننا هنا كأننا نعيش في كوكب، آخر همه كورونا المستشري القاتل، ولا أحد يشعر بالعطب إلا عندما يصاب أو أحد من محيطه بالفيروس الخبيث!!
اشتهيت …أن أجد أحداً في ذلك البلد العربي الذي طرق باب الحضارة وزرعها في صحرائه التي تحولت إلى بروج مشيدة، وحدائق معلقة، ومراكز أبحاث وتقنيات علوم فضائية ……، لا يضع الكمامة في كل الأمكنة رغم أن الأغلبية تلقت جرعات التطعيم، ومسحات كـ.ـورونا، فالموضوع مع كل الامكانات المتوفرة للعلاج، يتعلق بالثقافة والوعي الصحي والمجتمعي، بينما نعتنق هنا ثقافة” مناعة القطيع”، الذي يسير على عماها “طم غم”، وما ذكرنا سوى مثال ينسحب على كل شيء سواه!!
وأخيراً جاء اليوم الذي لا أتسابق به مع أحد على وضع هاتفي الجوال على شاحن الكهرباء قبل أفول التغذية الامبيرية التي استهلكت رواتبنا الميتة، أو الكهربائية الوميضية، كنت أسير مثل متسلحاً بتطبيق التجوال الذي يوصلك الى وجهتك، مستقلاً “الميترو” دون الحاجة للعراك والتزاحم بعد ساعات الانتظار لتجد وسيلة نقل لمكان عملك، ودون فوضى وتجاوزات مرورية، وشوارح متحفرة ونفايات متراكمة، ونفوس متعبة أنهكتها مصاعب الحياة المضنية.
نحن بالنتيجة، لا نعقد مقارنات بين بلد تكالب عليها الكون المتآمر وحاصره قيصر الآثم، وآخر يعيش ترف وأبهة ونعيم الحياة ويغرف من بحر الامكانات العائمة، إنما الموضوع هنا متعلق بالوعي الذاتي الشخصي، واستثمار ما يتوفر من موارد بشرية، وامكانات في محلها، دون مفسدة وفساد، لنتمكن من التعايش مع واقعنا المرير ريثما نتجاوز الأزمة وندخل في طور التعافي، فكما لديهم الدخل العالي فهناك الغلاء الفاحش المرهق، وبلادنا بتاريخها وعراقتها وبموقعها ومناخها، تبقى أجمل بلاد العالم، وانت يا #حلب لابعدك ولا قبلك.
استطراد ..أم توفيق لحقت بي إلى دبي ..ترسل لي “فويس” يومي هام وعاجل: خليك عم “تشيك” ع رسالة #الغاز انقطعنا…!! وأنا أقول بقرارة نفسي: وين الدنيا وين أهلها!!