وفاء شربتجي
يقع سوق البهرمية جانب سوق الأحمدية ، على مقربة من سوق السقطية .
سمّي بالبهرمية لقرب جامع البهرمية الملاصق له .
يبدأ هذا السوق عند نهاية سوق الأحمدية ، حيث يتفرع عن جهة اليمين جادة زياد بن أبيه ، وعن جهة اليسار الطريق الفرعي المؤدي إلى مدرسة الأحمدية .
وينتهي عند تفرّع جهتي اليمين والشمال ،
جهة اليمين عند جادة السودان ( الأصمعي) , وجهة الشمال جادة ( فنصة) .
يحوي هذا السوق على حوالي (٢٥) محلاً تجارياً متنوعاً ( الألبسة ، والمعجنات ، التوابل ، والبهارات ، السكاكر ، أقمشة برادي ، ألبسة داخلية ، بائع بن ، بائع أدوات بلاستيكية ، موالح ، كما يوجد محلاً لبيع الحلويات لأولاد مهروسة ، ومطعماً شهيراً للكباب ).. الخ .
يحوي هذا السوق في نهاية جهة اليمين على (خان حنوش) وهو عبارة عن نزل أو فندق صغير بعشرة غرف تتموضع تلك الغرف فوق المحلات ، يصعد إليها بدرج ، وأصبح فيما بعد مستودعاً ، كما يوجد من جهة اليسار حوالي العشرة غرف علوية تستخدم سابقاً لنفس الغرض، يصعد إليها بدرج من جهة المدرسة الأحمدية .
سقف هذا السوق حجري مقبب ينتهي بفتحات علوية للتهوية والإنارة ،
وفي منتصف السوق أمام الباب الشمالي لجامع البهرمية ، تتموضع في السقف، قبة دائرية عالية بديعة الشكل ، وتحت تلك القبة تقريباً يوجد سبيل ماء بناه الواقف ، كما يوجد غربه مكتب للأيتام يصعد إليه بدرج .
وبكل شموخ يطالعنا بهاء حضور الباب الشمالي لجامع البهرمية ببابه الخشبي العالي المزخرف ، كتب على حائطه جهة اليسار اسم الجامع وواهبه وتاريخ إنشائه .
جامع البهرمية ..
أنشأه والي حلب ( بهرام باشا بن مصطفى باشا ابن عبد المعين) سنة ١٥٨٢ م ، صمم على طراز “التكايا” ، وهو جامع ومدرسة ، ذو مساحة كبيرة ، تحيط به حديقة ذات أشجار متنوعة ، وفي وسطه حوض ماء حجري وموضأ، قبليّته عظيمة وتحتها إثنا عشر إيواناً صغيراً مشرفاً على الحديقة ، وبين القبلية وصحن الجامع رواق عظيم ذو أعمدة ضخمة وعلى يمينه إيوان صغير ومنه يصعد إلى منارة الجامع ، وله ثلاثة أبواب :
١_ الباب الشمالي ، يدخل إليه من داخل سوق البهرمية
٢_ الباب الشرقي ، يدخل إليه من جهة مدرسة الأحمدية .
٣_ الباب الغربي ، يدخل إليه من جادة فنصة .
يوجد في الحديقة الخلفية للجامع ، جنوب قاعة الصلاة ، مدفن “بهرام باشا” وأخيه “رضوان باشا” .
لم يتأذى هذا السوق كباقي الأسواق في الحرب الجائرة على مدينة حلب عام ٢٠١٢ ،
سوى بأضرار بسيطة طالت القبة الدائرية المتواجدة في سقف هذا السوق .
وقد حدثنا أحد أصحاب تلك المحال السيد (رياض علي مهروسة) قائلاً :
“فرحتنا كبيرة جداً لعودتنا إلى محالنا ضمن هذا السوق الذي عشنا فيه طفولتنا الرغيدة حيث لهونا في غرف المخازن العليا ، وفي صحن الجامع ،حيث كنا نتراشق المياه ونضحك ، إلى أن أصبحنا كآبائنا أصحاب كار ومهنية في صنعنا لبعض أنواع الحلويات ، حيث توارثنا تلك المهنة أباً عن جد “
ثم أضاف .. ” كلّي ثقة ويقين بأن أسواقنا سوف تتعافى شيئاً فشيئاً لتعود دورة الحياة تستكمل ألقها فيه من جديد” .