الجماهير/ محمود جنيد
من الآخر …مشكلتنا التي أزّمت أحوالنا فوق ماهي متأزمة، هو التراخي بتطبيق القانون، والقرارات الصورية التي تضرب بعرض حائط يخرقه الجميع بلا حسيب ولا رقيب، فلكل شيء “ديته” لدينا، وهنا الفرق بين قوم يمشون على الصراط المستقيم برقابة القانون الذي عبد الطريق، وآخرون مثلنا يتخبطون بمسيرهم العشوائي الذي يودي إلى الفوضى غير الخلاقة، ونهايته التهلكة..
والقصة لا جديد فيها يروى ولا قديم يعاد…..!أصحاب السيرفيسات وشططهم وتجبرهم ومخالفاتهم التي لا تجد رادعاً..! عدم تقيد بخط السير؛ رفض حمل الركاب، تبديل خط، العمل خارج نطاق الرخصة الممنوحة بالمدارس والمعامل وسواها…وآخر فنّة لأحدهم أن رمى بركابه على قارعة الطريق ليؤدي مناسك صلاة الظهر وسط ذهولهم حتى أنهم حسبوها مزحة ..من كل عقلك عم تنزلنا!!!
المهم أن انتظار بديل، سمح لنا بالاستماع إلى حوارية بين أحد أصحاب مولدات الأمبير، وزبونة تعمل في صالون تجميل “كوافيرة” وصل صراخها للسماء وهي ترعد وتزبد، متهمة صاحب المولدة بأنه خرب بيتها من تكرار تعطلها رغم أنه يقبض كامل المبلغ الأسبوعي المطلوب وهو عشرة آلاف ليرة لساعات محدودة، بينما كان يؤكد بأن الأعطال كثيرة، والمازوت شائب بالأوساخ …قاطعته معبرة عن عدم اقتناعها بالحجج الواهية، طالبة حل سريع لأن لديها “عروس” حجزت دوراً وتريد أن تبدو بأبهى حلة في ليلة العمر …!فكان رده بأن دبري أمورك كيفما كان ..وهنا طاش حجرها فلم تبق ولم تذر ، وفلت لسانها “تووووووت .. “!!