الجماهير – أسماء خيرو
قدم الدكتور محمد قاسم العبد الله نائب رئيس جامعة حلب للشؤون الإدارية والطلابية محاضرة تناولت الصحة النفسية من منظور نفسي وبيولوجي واجتماعي وذلك بدعوة من اتحاد الكتاب العرب فرع حلب بالتعاون مع مديرية الثقافة، وجاءت بعنوان ( الصحة النفسية وأساليب تعزيزها ) قدم لها الكاتب محمد جمعة حمادة في مقر الاتحاد في شارع بارون .
وأشار المحاضر في البدء إلى أن الصحة هي حالة من السلامة والشفاء الجسمي والنفسي والاجتماعي وهي نسبية تختلف من شخص لآخر ، فالصحة النفسية هي ليست مجرد غياب المرض النفسي، وإنما هي الكفاية والفاعلية التي تصدر من خلال سلوك الفرد في حياته اليومية بمعنى قدرته على التكيف والاتزان الانفعالي وتناسب القدرات مع الطموح والنضج وممارسة العمل ومواجهة الضغوط اليومية، مبينا بأن من أهم شروط الصحة النفسية غياب المرض النفسي ، فهم الذات ، ممارسة العمل والإنتاج ، التعامل مع المواقف الضاغطة بإيجابية ، فالأسوياء هم الأكثر فهما لأنفسهم يمارسون أعمالهم ويحققون ذاتهم ولديهم أنشطة اجتماعية متوازنون انفعاليا .
وتطرق المحاضر العبدلله إلى عدد من آليات الدفاع النفسية التي من شأنها أن تعزز الصحة النفسية، وهي كظم الانفعال ، وتحويل الانفعال من مصدر أصلي مقلق إلى آخر أقل تهويلا ، والتماهي والتكيف مع المشكلة أيا كانت، والمواجهة لحل القرارات وعدم الهروب ، ودراسة الموقف والنتائج المترتبه عليه. مؤكدا أهمية التواصل الحي والواقعي والتدريب على الإصغاء والتفكير العقلاني لنمو الشخصية اجتماعيا ونفسيا.
وختم المحاضر بأن الأشخاص الأكثر عرضة للأمراض النفسية هم من ينظرون للحدث بشكل سلبي ويبالغون فيه ، وأن هناك مجموعة من الإرشادات يجب التقيد بها إن أراد الإنسان أن يتمتع بصحة نفسية إيجابية وهي :المحافظة على الاتصال المباشر مع الأصدقاء ، تكوين العلاقات الاجتماعية الجيدة ، المحافظة على العادات الجيدة ، ممارسة الرياضة ، والنوم الجيد ، مساعدة الغير ، ممارسة الهوايات التي تنمي الحس الجمالي، الابتعاد عن قراءة الأخبار التي تصيب بالتوتر أو القلق .
ولقد تخلل المحاضرة العديد من المداخلات التي ناقشت الاتزان الانفعالي ، المواقف المؤلمة وكيفية التخلص منها ، وتناسب الطموح مع المقدرة والإمكانات لتحقيق الأهداف، وأهمية معرفة و فهم وتقدير الذات، ومقاييس الصحة النفسية.
ت : هايك أورفليان