الجماهير – عتاب ضويحي
قوانين تصدر وأخرى قيد الدراسة وغيرها تنتظر التنفيذ، ورابعة غير سارية المفعول، ما إن يتم تداول قانون ما أو قرار ما بهدف السيطرة على سيل الغلاء الجارف حتى يتأبط المواطن خيراً، لكن سرعان ما يسقط القناع عن هذه القرارات، ويتضح أن ظاهرها يصب في مصلحة المواطن، وباطنها يستنزف جيبه، غاز صناعي، غاز منزلي، أمبير صناعي، أمبير منزلي، ليتر زيت يكسر حاجز ال10 آلاف، زيت الزيتون حلم أخضر، ألبان وأجبان حلم أبيض، مازوت وبنزين حلم أصفر، لحوم وشحوم أحلام حمراء ، فواكه وخضروات أحلام بألوان الطيف السبعة، ملابس وأحذية أحلام هلامية.
تطول قائمة الأحلام وتتكسر على أعتاب أول قرار وقانون لا يطال المواطن من طرفه ولو قيد شعرة، سوى الخيبة، والمزيد من الاستنزاف الفكري والمادي، محاولات للتحايل من أجل التعايش، تضرب الأخماس بالأسداس، وكفاً بكف، وتعود خاوي الوفاض.
معركة العيش اليومية دائماً المواطن فيها الحلقة الأضعف، ويخرج منها الخاسر الأكبر، تتسع حلقة همومه، وتضيق به السبل، وتدفعه للعب لعبة التحايل اليومي على الندرة والحرمان، والحماية من المعرفة، معرفة أصناف من الطعام يصعب توفيرها لغلاء ثمنها، وتعزيز الشعور بالإشباع بالاعتماد على الأطعمة الرخيصة وبدائل اللحوم.
لعبة التعايش والتحايل على الواقع والظروف أشبه بالمغامرة الكبرى وإبحار ضد التيار، ولايوجد فيها منطقة وسطى ما بين أن تكون أو لا تكون!…