محمد ماهر موقع
اليوم تستقبل حلب الحزينة جثمان راحلها الكبير الفنان صباح فخري ليوارى بترابها الذي أحبه وغنى له حبا وعشقا للمدينة التي تعلم فيها الفن والتراث الموسيقي الشرقي وأبدع فيه أداء وتطويرا حتى بات يحسب المستمع أن هذا النوع من الفن والموسيقا قد خلق له وحده دون غيره لما تميز به هذا الفنان العملاق من قدرة على تطويره والإبداع فيه بحيث أنك عندما تسمعه يؤديه تشعر بأنك أمام إبداع ومقدرة على تصوير المقامات والانتقال في رحابها لم يصل إليه فنان آخر .
واليوم تخسر الفنون الموسيقية الشرقية علما من أهم أعلامها برحيل صباح فخري وغيابه الذي لن يعوضه أحد بعده، ولكن العزاء الذي يعوض هذه الخسارة الفنية الكبرى هو ما تركه من إرث فني مسجل ومصور لجميع القدود والموشحات والأدوار والطقاطيق التي عرفها تاريخ الموسيقا الشرقية والتي كانت لتنسى أو تندثر، لولا جهود الراحل الكبير صباح في توثيق وتسجيل هذا التراث اللامادي العظيم الذي انتشر في بلادنا، وكان لحلب دور في الحفاظ عليه بشكل سماعي إلى أن جاء ابن حلب البار وفقيدها بتوثيقه وتطويره والحفاظ عليه للأجيال القادمة.
حلب الحزينة على فقدان أحد أهم أعلامها اليوم والتي انتشر في أحيائها منذ سماع نبأ رحيله تسجيلات حفلاته، والتي خرجت اليوم في وداعه بالمشاركة في الموكب المهيب، تؤكد أن هذا الفنان كان بحجم وطن أحبه وعشقه ورفع علمه في المحافل الدولية، وسيبقى هذا الوطن كما أحبه عزيزا وكريما بأعلامه وأبطاله الذين سيستمرون بحبه والدفاع عنه وعن تراثه وقيمه التي لم يتنازل عنها راحلنا الكبير الفنان صباح فخري رحمه الله وأسكنه جنان النعيم.