#الأيادي_الناعمة تطوع الحديد … فتيات يتدربن على الأعمال الخشنة .. وسوق العمل يستنكر .؟

الجماهير – وسام العلاش

بيديها الناعمتين طوعت الحديد وتحدت حرارة النار وكل المخاطر التي من الممكن أن تواجهها فالهدف اكتساب الخبرة للالتحاق فيما بعد في أعمال ومهن تحقق المردود المادي والعمل المستدام .. هذا ما قالته الشابة راما فتال أثناء تدريبها في معهد التدريب المهني مضيفةً بأن عمل المرأة لا يقتصر فقط على مهنٍ معينة كالتعليم والطبخ وإنما لابد من أن تطور نفسها في جميع المهن حتى ولو كانت محفوفةً بالمخاطر فمع التدريب والخبرة يستطيع العامل الإبداع والإنتاج.
أعمال خطرة إلى حد ما وتتطلب جهداً عضلياً كاللحام وتشكيل المعادن تعد مهناً خاصة بالرجل فقط وهي ما اعتاد عليه مجتمعنا كون هذه المهن تحتاج إلى قوةٍ جسدية لطبيعة الأدوات والآلات التي يتم التعامل معها ناهيك عن مخاطرها ، وبالرغم من ذلك دخلت المرأة في سورية هذا المجال متحدية بذلك كل المصاعب والانتقادات التي من الممكن أن تواجهها في حياتها الاجتماعية و المهنية.
تقول سنا بابنسي : الوقت الحالي والظروف الاقتصادية جعلاني أتحدى صعاب البحث عن عملٍ يؤمن لي معيشةً مستدامة فكان لابد من خوض التجربة . مضيفة بعد تخرجي من المعهد التقاني أردت تطوير مهاراتي ببعض المهن التي تعتبر حكراً على الرجال كاللحام وتشكيل المعادن واستطعت كسر القاعدة وتحديتُ النار والحديد وخطورتهما على أمل إيجاد فرصة عمل .

مهنةً محفوفة بالمخاطر
دخول المرأة هذا المجال لم يلق استحساناً في الأوساط الصناعية وهذا ما يؤكده الصناعي محمد حمامي المختص في تصنيع الإنشاءات المعدنية والصناعات الميكانيكية والتي تعتبر من الصناعات الثقيلة، مضيفاً أنه ليس مع عمل المرأة في هذا المجال وخاصةً في الصناعات التي تتطلب جهداً عضلياً إضافة على أن هذه الصناعات محفوفة بالمخاطر ويكتفى بحسب رأيه بعمل السيدات في المجال الإداري والإشراف الفني في هكذا معامل.


نقص بالبنية التحتية لاستقبال الفتيات
ويعتبر الصناعي محمد مهدي الخضر بأن البنية التحتية غير مهيأة في المعامل الخاصة بالمهن الخشنة من حيث البنية التحتية والخدمية لاستقبال العمالة النسائية بالرغم من أن مراكز التدريب المهني تخّرج سنوياً يداً عاملة مميزة من حيث الأداء والعمل ، مضيفاً بأن نسبة عمل الفتيات في المعامل لا تتجاوز ٢٥% فقط .
رؤية اجتماعية
المرشدة الاجتماعية حلا الناصر تفسر ظاهرة مزاولة بعض الفتيات للأعمال التي تتطلب جهداً عضلياً لعدة عوامل أبرزها الاقتصادية والاجتماعية، مبيّنة أن البعض ينطلق من فكرة المساواة بين المرأة والرجل وأن المجتمع بحاجة الى عمل المرأة لأن دورها لا يقل أهمية عن دور الرجل وأن المرأة أثبتت حضورها وتميزها في كل المهام الموكلة إليها يضاف إليها تدني الوضع الاقتصادي والظروف المعيشية الصعبة وعدم توفر فرص عمل مناسبة .
وعلى منحى آخر ترى الناصر بأن هناك الكثير من الفتيات تعرضنّ للعنف الأسري ونتيجة للكبت تولد لديهم الرغبة بالتوجه إلى تلك الأعمال التي يقوم بها الرجال لأن شخصية الرجل من سماتها القوة وهي ترفض أن تبقى مستضعفة لتفريغ طاقاتها وإثبات ذاتها ، مضيفة أن نظرية ” التكيف الاختياري للشخصية ” تقول بأن الشخصيات تتطور استجابة للقدرات والصفات الجسدية ، وبناء على نظرية النشوء والارتقاء فإن الأشخاص الذين يتمتعون بقدرات جسدية أكثر من الآخرين يكونوا أكثر انبساطاً وانفتاحاً من الناحية الاجتماعية.


خلاصة القول :
بيّن مؤيد ومعارض لدخول المرأة عالم الأعمال الخشنة تثابر العديد من الفتيات في التدريب ضمن المراكز التدريبية المختصة على أمل أن تجد فرصة عمل مستغنية عن كل ما ألصق المجتمع بها من صفات نعومة وعمل بسيط ، ليبقى الأمل بإيجاد عمل حافزاً لدى المتدربات في المراكز المهنية .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار