بقلم عبد الخالق قلعه جي
ويسألونك عن سر هذه المدينة .. المدينة التي أومضت في حناياها إشراقات المحبين .. وروي العطاش من رياها على رقصات السماح
يسألونك عن صباحها .. عن الطواف الأخير وطوفان القلوب
يسألونك عن الدرب و شجر الزيتون .. يسألون ويسألون
درب حلب هذه المرة كان شجراً من قلوبٍ .. هدها الحزن ، حد التعب والوجع و الآه
كأني بكَ مدينة وسعت كوناً
لم نكن نعلم أنَا نحبك كل هذا الحب
لم نكن نعلم أن قلوباً أنزلتك عينها وقالت : فيها اتكئ ..فأنت صباحها ، والفخر
هي ذي حلب التي إن فتحت لك أبوابها .. أعطتك مفاتيح العطر والنور والمحبة ، ووهبتك مفاتيح العظمة والخلود .
من قال إن صباحاً ترجل ! من قال إن عصراً انتهى !
سلوا قلعة حلب و قصيلتها
سلوا البيت هناك .. ونافورة غيثٍ سقت .. كما في الأرض .. نجوماً في السما
سلوا فؤادي ، وأجفاناً جفاهن الكرى عقدت عليه مخافة .. من أن يغيب وتستفيقا
سلوا الأماكن في هذه الأرض بما رحبت .. سلوا غينس ومفاتيح المدن
لعلها رقصة الروح تجيب .. حين ينبعث الحب من الثرى .. دوائرَ .. وتعرج الأكفُ مبسوطةً إلى السماء ، والعيونُ .. كما الكواكب … وكل في فلك يسبحون
قبل أحد عشر عاماً وفي لقاء مطول معه .. مع الكبير صباح فخري في إذاعة حلب سألته عن الموت فقال : هو نقلة إلى العالم العلوي .. العالم الأرقى .. نقلة إلى هناك حيث النفحات الإلهية التي تصفو مع أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين
قوس من عطاء متفرد وإبداع ، رسمته رحلة بين جامع الأطروش وجامع ابن العباس .. ثمانية وثمانون عاماً من إبداع ومحبة مترعة بكؤوس الأصالة و التجذر و الانتماء والوفاء
مع أغنيته الخاصة الأولى بياع الورد ، ومع يا هلالاً، أول موشح تعلمه .. انطلق صباح فخري ليؤسس لمشروع كبيرٍ .. كبير ، وضعه نصب عينيه مذ كان يافعاً
مراحل كثيرة .. محطات وعناوين سنكون معها فيما هو قادم إن شاء الله .
صباح ابن الشهباء وقلعتُها الأخرى الشامخة .. الأسطورة والأيقونة .. صناجة العرب والسفير إلى العالم ، لا عصرك انتهى وما ترجلت ..
فأنت
شجرة حلبية سورية
جادها الغيث
فسقى العطاش خمرةً للروح
ومال القلب فيها للجمال